أخي منعزل عنا فهل هو مريض نفسي؟

0 19

السؤال

السلام عليكم.

أولا أود أن أبارك لكم دخول هذا الشهر المبارك أهل الله علينا وعليكم باليمن والإيمان والسلامة والإسلام.

لدي أخ يبلغ من العمر 19 سنة، -الحمد لله- لا يعاني من أي مرض عضوي، نحن أربعة إخوة هو أصغرنا، منذ صغره وهو يحظى بالعطف والرعاية من جميع أفراد الأسرة، المشكلة بدأت عند بلوغه سن المراهقة، أصبح منعزلا لا يريد أن يكلم أحدا حتى والديه وإخوته، يغلق على نفسه في حجرته لمدة طويلة قد تستمر لأيام، حتى وجبات الأكل يأخذها لوحده منعزلا، وعندما يأتي عندنا الضيوف لا يسلم عليهم ولا يرغب في رؤيتهم.

مؤخرا لاحظنا أن حالته النفسية أصبحت تتحسن، فقد أصبح يشاركنا الطعام والكلام، ولكن وضعه هذا لا يستمر، فسرعان ما يرجع لعادته الأولى (العزلة والعزوف عن الكلام)، أريد أن أعرف منكم هل أخي يعاني من مرض نفسي أو ماذا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك يا أخي، ونبادلك التهاني بشهر رمضان الكريم ونسأل الله تعالى أن يتقبل طاعتكم وصيامكم.. ونسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من عتقائه من النار في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

أشكرك أخي على اهتمامك بأمر أخيك هذا الذي أسأل الله تعالى له العافية، قطعا هذا الشاب يحتاج لتقييم نفسي، أنت ذكرت أنه أصغركم وقد استأثر بشيء من الرعاية والعطف الزائد، وهذا يحدث في جميع الأسر تقريبا، الانعزال في مثل هذا العمر قد يكون دليلا على وجود اكتئاب نفسي هذا قد يحدث، وإذا كان هذا الانعزال مصحوبا بعدم الاهتمام مثلا بنظافته الشخصية، ومرتبطا بإهمال عام، هذا يؤكد حقيقة الإصابة بمرض الاكتئاب.

في حالات نادرة أيضا هذا الانعزال قد يكون دليلا على مرض ذهاني، هنالك بعض الأمراض التي تشبه الفصاميات، أعراضها السلبية على هذا النمط، يكون هنالك انعزال وانقطاع وتدهور اجتماعي كبير، أرجو يا أخي ألا تنزعج أبدا لما ذكرت لك، أنا أضع لك الاحتمالات والتشخيصات الفارقة لتكون على إدراك بأهمية الموضوع.

أنا أعتقد يا أخي سيكون من الجميل جدا أن تشجعوا هذا الشاب على أن يندمج وأن يتواصل اجتماعيا، وفي ذات الوقت نحاول أن نعطيه بعض المهام، أن لا نهمشه، أن تتم استشارته، نشعره بأنه عضو أصيل في الأسرة وطبعا هو هكذا، هذه يا أخي مهمة جدا، ونشجعه مثلا على ممارسة الرياضة، الحرص على صلاته خاصة في المسجد، هذه كلها سوف تحسن من أدائه الاجتماعي، ويمكن أيضا أن يسأل أصدقاءه ما الذي حدث له، كثيرا ما يكون الأصدقاء على إلمام بشيء ما قد يكون حدث صدمة نفسية، مشكلة، هذا كله يجب أن نطلع عليه.

هذا الأمر كله يجب أن يتوج بأن تذهبوا به إلى الطبيب النفسي، هذا مهم يا أخي، ولا قدر الله إذا كان هنالك مرض نفسي أساسي أو مرض نفسي بسيط تدارك الحالات النفسية والأمراض النفسية في بداياتها، وعلاجها مبكرا دائما يؤدي إلى نتائج علاجية ممتازة جدا.

أسأل الله له العافية، وأشكرك أخي الكريم على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات