أهتم بوالدتي وأحسن إليها، ومع ذلك أخاف من العقوق

0 26

السؤال

السلام عليكم رحمة الله وبركاته.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، يشهد الله أني أحبكم في الله.

أنا شاب، عمري 43 سنة، متزوج ولي ولدان أسأل الله أن يجعلها من أهل القرآن، أقيم في كندا، مسألتي هي كالتالي: أمي تعيش لوحدها في المغرب بعد وفاة أخوي -رحمهما الله- في حادثة سير، حيث كانت أمي معهما وأصيبت ببعض الكسور، وبعد وقت من تلك الحادثة أتيت بوالدتي إلى كندا، ولكن لم تعجبها طريقة العيش هنا، وأرادت أن أنتقل إلى المغرب، ولكن أمي لم ترد بحجة أن ظروف العمل صعبة، وعلى الأقل فأنا أعيلها من هناك، لكن بقاءها لوحدها يؤرقني، وأخاف أن أكون عاقا لها وأنا لا أدري، بالرغم من أن لدي أخوات متزوجات يزرن أمي أو العكس بين الفينة والأخرى.

أبي متزوج بامرأة أخرى ولديه ولد وبنت وأعيلهما أيضا بفضل الله تعالى، وأيضا أمد ما استطعت يد المساعدة لأخواتي البنات، لكني في ضنك، ولست راضيا عن نفسي، وأخاف أشد الخوف من عقوق الوالدين، أرجو من الله أن تأخذوا مسألتي باهتمام، وحفظكم الله تعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أحبك الله الذي أحببتنا فيه، ونسأل الله أن يكتب لك الأجر في البر بوالديك.

ما قمت به من الإحسان للوالدة والاهتمام بها والإتيان بها إلى كندا لتكون قريبا منها، وأنت لا تستطيع العودة إلى المغرب بسبب الحالة المعيشية الصعبة، وعملك في كندا أحسن، وأنت لم تقصر مع والديك وإخوانك، هذا الذي قمت وتقوم به هو عين الصواب ومن البر وصلة الرحم، وأنت قدوة يقتدى بك، أحسن الله إليك.

الأم الكريمة حفظها الله، راعت حالك ولم تشأ أن تترك عملك وتأتي لتكون بجوراها، فمجال سعة الرزق في الغربة أفضل، ولهذا أنت امتثلت لرغبتها، وفعلت ما وجهتك به، وإذا كن أخواتك يرزن الوالدة ويقمن على شؤونها، فلا قلق إذا على الوالدة، فهناك من يرعاها، وأنت بار بها، ولا داعي للقلق من الوقوع في العقوق، ولكن كلما استطعت أن تأتي إليها، أو تأتي إليك في كندا، أو إذا تغيرت حالتك المادية وصار الوضع المادي أحسن في بلدك، فسارع إلى العودة وكن قريبا من الوالدة.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات