هل ما أعانيه من اضطرابات بسبب ترك العلاج دون تدرج؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
الدكتور محمد عبد العليم، أرجو أن تكون بصحة جيدة.

سأدخل مباشرة في الموضوع، دكتورنا العزيز كنت أعاني منذ 7 سنوات تقريبا من الوسواس المرضي، راجعت أكثر من طبيب نفسي ووصفوا لي بعض الأدوية، آخر مرة زرت الطبيب النفسي قبل 3 سنوات بسبب وسواسي من الأمراض، ووصف لي علاج الانفرانيل بجرعة 25، ونصحني أن أستخدمه لفترة 6 أشهر ثم أتركه، لكني استخدمته لمدة ثلاث سنوات تقريبا ورفعت الجرعة من تلقاء نفسي إلى 75 مج، وأستخدمه بلا انتظام يوميا أو بين يوم ويوم، أو كل 3 أيام، وتحسنت حالتي على الرغم من الأعراض الجانبية للانفرانيل المزعجة لي.

حاليا تركت العلاج بشكل فجائي منذ ما يقارب 3 أشهر وبدون تدريج، أعاني حاليا من الدوار والدوخة بعض الأحيان وأفسرها أنها أمراض وأوسوس منها وأضخمها.

أعاني أيضا من القلق والتوتر والاكتئاب المفاجئ المتوسط، وأكثر ما يزعجني هو الدوار أحيانا، وقد عملت تحليل فحص الدم الشامل عند طبيب وكان طبيعيا، والضغط والسكر طبيعي وتخطيط القلب أيضا.

أريد أن أعرف هل هي أعراض ترك العلاج؟ لأني تركته بصورة غير تدريجية، أم هي أعراض قلق وتوتر؟ خاصة أني أعاني أحيانا من توتر شديد بشكل مفاجئ وأشعر أني سأسقط، وأخاف وآكل أضافري، فالدوار بعض الأحيان يتعبني رغم أنه ليس شديدا جدا، لكني أوسوس وأضخم الأمور، أرشدني يا دكتور رجاء، فأنا شخصية قلقة وهاجس الوسواس لدي مزعج، وأعاني أيضا من انتفاخات في البطن، وشخصيتي حساسة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Basem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يتقبل طاعتكم وصيامكم، ويجعلكم ويجعلنا من العتقاء من النار في هذا الشهر الفضيل.

رسالتك واضحة جدا وقطعا التوقف المفاجئ من الانفرانيل بجرعة 75 مليجرام له آثار انسحابية، ومنها الشعور بالقلق، والدوخة، الدوار، بعض الناس أيضا يشتكون من التعرق، وفي ذات الوقت بدأت ترجع لك الأعراض الوسواسية، بمعنى آخر هنالك عامل سحب الدواء والآثار الجانبية لسحب الانفرانيل قد تستمر ثلاثة إلى أربع أسابيع يعني ليست مدة سهلة، فإذا هذا عامل، والعامل الثاني قطعا هو أصلا لديك القابلية والاستعداد للوسوسة، فرجعت الحالة وزادت وقتيا من خلال الآثار الانسحابية للدواء.

إن شاء الله كلها أمور بسيطة، ومقدور عليها، والآن أريدك أن تكون متفائلا، أن تكون إيجابيا، أن لا تخوض في الأفكار الوسواسية أبدا، الوسواس يجب أن تغلق أمامه الباب والطريق تماما من أول لحظة، حين يبدأ معك كخاطرة اصرف انتباهك عنه، خاطب الوسواس مباشرة قائلا قف قف قف أنت وسواس حقير لن أهتم بك، لن أحللك، أنا لدي ما هو أهم منك، حين نقول للناس مثل هذه الجمل بعضهما يعتبرها مزحة، لكن الأمر جاد جدا، تخاطب الوسواس تجسده أمامك وتخاطبه، وتصرف انتباهك عنه تماما، ممارستك للرياضة، وتمارين الاسترخائية، وحسن إدارة الوقت، وأن تكثف التواصل الاجتماعي، وأن تجعل لحياتك أهدافا واضحة، وتطور نفسك في عملك، تحرص على صلواتك، على بر والديك، لا شك أنها عوامل علاجية مهمة جدا، ونمط الحياة يجب أن يكون إيجابيا على الأسس التي ذكرتها لك.

بالنسبة للعلاج الدوائي أنا أرى أنك محتاج لعلاج دوائي بسيط، وأنا أقترح هذه المرة أن تتناول البروزاك، الفلوكستين، مع جرعة بسيطة من عقار دوجماتيل والذي يسمى سلبرايد، جرعة البروزاك بسيطة جدا تحتاج له بكبسولة واحدة فقط 20 مليجرام تبدأ في تناولها يوميا ولمدة 6 أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، الجرعة الكلية للبروزاك هي 80 مليجرام في اليوم أي 4 كبسولات لكني لا أراك أبدا محتاج لهذه الجرعة، بعد أن تكمل الـ 6 أشهر تتناول البروزاك يوم بعد يوم لمدة شهر ثم تتوقف عنه.

هذا سوف يضمن لنا تماما أنه لن تحدث لك أي آثار انسحابية من البروزاك علما أصلا أن البرزواك لا يسبب آثار انسحابية لأنه يمتلك الإفراز الثانوي هنالك مادة ثانوية بعد أن يتوقف الإنسان من تناول البروزاك الإفرازات الثانوية تغطي محل الدواء تماما لمدة أسبوع إلى أسبوعين وهذا حقيقة يمنع تماما حدوث الآثار الجانبية، لكن كنوع من التحوط نقول أيضا أفضل التدرج، بعد أن تكمل الـ 6 أشهر تجعل الجرعة كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهر ثم تتوقف عنه.

العلاج الآخر هو الدوجماتيل هذا دواء ممتاز جدا للقلق والتوتر والأعراض الجسدية والشعور بالدوار وخلافه، أرجو أن تبدأ بجرعة 50 مليجرام صباح و50 مليجرام مساء لمدة شهرين، ثم تجعلها 50 مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، كلى الدوائين من الأدوية الطيبة والجميلة والفاعلة والتي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات