كيف أتعامل مع طفلي وعناده وغيرته من أخيه؟

0 36

السؤال

السلام عليكم

لدي طفل بعمر 3 سنوات و 9 أشهر، وهو طفل حركي، وعنيد إلى حد ما، تغيرت تصرفاته كثييرا عندما ولدت أخاه الأصغر الذي يبلغ الآن عاما و 4 أشهر.

الغيرة الشديدة جعلته يقوم بأشياء كثييرة من بينها البكاء لطلب الأشياء، التبول اللاإرادي ليلا، ولكن الأسوأ أن زوجي عندما يتحدث مع والديه محادثة فيديو ويكون ابني بجانبه يظل يتحدث عنه بشكل سيء، يذكر جميع ما قام به من أخطاء، كمثال لقد تبول اليوم، لقد فعل كذا وكذا.

لطالما أخبرته أن لا يحكي هكذا والطفل بجانبه، لأن هذا سيؤثر عليه وعلى نفسيته وشخصيته، فأنا أعرف في هذا الموضوع ودرسته في علم النفس لكنه لا يأبه، لطالما يردد لي أنه لا زال صغيرا ولا يعرف شيئا.

أرجوكم أفيدوني لأقنع زوجي، أرى طفلي يضيع مني، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.

لا شك أن صلاح الأبناء أمنية غالية، وهذا الصلاح والنجاح في تربية الأبناء يحتاج إلى خطة موحدة واتفاق بين الأب والأم، وما تقولينه كله صواب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين زوجك على تفهم مثل هذه الأمور، ومعاونتك في إصلاح هذه الإشكالات.

لا شك أن الغيرة أمر طبيعي، ولكن دورنا هو أن نخففها، وذلك بأن نركز على الطفل الأكبر، ونخصص له وقتا، ونوفر له الحماية، ونشعره أنه الأهم، وأنه الأغلى، ونوجه ما عنده من طاقات لخدمة أخيه الصغير، ونتجنب المقارنة بينهم، وأيضا نتجنب مثل هذا الحديث السلبي الذي يسمعه الطفل، فإن التركيز على السلبيات يزيد السلبيات، والكلام عما يحدث منه بالعكس هذا يجعله ينتفش ويكرر هذا الأمر، لأنه كان سببا في أن يقفز للسطح، وتكون مادة للحديث والتداول والكلام حول هذه المسألة، فمثل هذه التصرفات ينفع فيها التغافل، ينفع فيها المعاملة بلطف، ينفع فيها أن يكون الأب له أوقات كبيرة مع هذا الابن الثاني، يأخذه ويبتعد عنكم، كأن يذهب به إلى متجر أو مسجد أو أي مكان، يقضي معه بعض الوقت.

أنت أيضا ينبغي أن تخصصي له وقتا، إذا نام الصغير تقبلين عليه وتلعبين مع الأكبر وتشاركينه، وتشعرينه بأهميته، وأيضا تشعرينه بأنه ما شاء الله يخدم أخاه الصغير، وأنه جاء بكذا وفعل كذان وتمدحين أفعاله، مثل هذه الأمور تنمي العلاقات البينية.

ما قلته صواب، ونتمنى من زوجك أن يتواصل مع الموقع، ويكتب ما في نفسه، وحتى لو قال هذا الكلام على سبيل إشراك الأسرة في الكلام فإنا نتمنى أن ينقل دائما - إذا كان الطفل يسمع - الأشياء الإيجابية والجميلة، بل بالعكس هذه إيحاءات تعطي آثارا إيجابية جدا، يعني: لو أننا قلنا وجلسنا والطفل يسمع (لم يتبول اليوم، اليوم كان ممتازا، اليوم أحب شقيقه الأصغر، اليوم فعل) فإنه سيرتفع لمستوى هذه الأشياء ويفرح بها جدا، حتى ولو كنا نبالغ فيها، فإنه يستفيد جدا.

أيضا أرجو أن تتعاملي مع الزوج وتتفقوا على خطة موحدة، وإذا كان عندكم نقاش حول هذه الأمور - أيضا - من الضروري أن يكون بعيدا عن هؤلاء الأطفال.

هذه الغيرة تحتاج إلى إدارة، ومعلوم أن هذه المرحلة هي مرحلة العناد، وهي مرحلة الحركة، والعناد مظهر إيجابي إلا إذا زاد عن حده، ولا يزيد عن حده إلا إذا انزعجنا جدا من العناد، وإذا أكثرنا عليه التعليمات والتوجيهات، وأعطيناه تعليمات في توقيت سيء، إلا إذا اهتممنا به عندما يعاند وعند كذا... نحن نهتم به عندما يعمل الصواب.

على كل حال: ما قلته صواب وخير، ونتمنى من زوجك أن يتواصل معنا ويعرض ما عنده حتى يسمع التوجيهات من الاختصاصيين، والطفل إن شاء الله لن يضيع ما دمت أنت حريصة على الخير، ولكن أكرر: ضرورة أن تكون لكم خطة موحدة في التربية والتوجيه، وأن تتجنبوا أيضا القسوة على هذا الطفل الأكبر، يعني القسوة في توجيهه، وأيضا أكرر مرة أخرى: اللعب معه ومشاركته، والاستفادة من طاقاته في أشياء إيجابية.

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مواد ذات صلة

الاستشارات