السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الفاضل / محمد عبد العليم
عندي سؤال بخصوص الاستشارة رقم 2430605 ما سبب عدم الشعور بنبضات القلب مع الشعور بخفة في الرأس؟ وكأن دماغي لا يستجيب لأي شيء، لا أشعر بألم فيه ولا صداع، ولا نعاس، وتبلد في المشاعر لم أعد أفرح ولا أحزن، مزاجي ثابت لا يتغير، مع تفكير في الموت مستمر، وأحيانا أعاني من جلد الذات، أريد أن أشعر بطعم الحياة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية مرة أخرى، تقبل الله طاعتكم وصيامكم.
عدم الشعور بنبضات القلب أمر عادي، نبضات القلب لا يشعر بها إلا الإنسان القلق حقيقة، ولكن الإنسان مثلا إذا كان يمارس رياضة حين يصل لمرحلة معينة قطعا سوف يحس بنبضات قلبه، أو ضربات قلبه، والشعور الآخر بخفة الرأس وكأن دماغك لا يستجيب هذه مشاعر وسواسية، ليست صحيحة؛ لأن الوسواس ليس أفكار فقط، الوسواس أيضا أحاسيس، ومشاعر، فالأمر في غاية البساطة أيها الفاضل الكريم.
ولا بد أن تشعر بنعاس، لأن الإنسان لا يمكن أن ينام إلا إذا سبق ذلك شعور بالنعاس، تبلد المشاعر أيضا هو جزء من يقظتك الشديدة في مراقبة لذاتك، ويتسلط عليك الوسواس ليعطيك هذا الشعور، التفكير في الموت أمر وارد، كثير من الناس القلقين أو الذين لديهم وسوسة أو مخاوف حول الموت يفكرون فيه دائما، لكن من المفترض أن يفكر الإنسان في الموت بضوابط شرعية، ويخاف منه بضوابط شرعية، وليس بشكل وسواسي أو قلقي، وأمر الموت لا يناقش، الموت آت آت ولا شك في ذلك، فحين تأتي مثل هذه الأفكار يجب أن تفكر فيه على هذه الكيفية، لماذا تشغل نفسك بصورة وسواسية حول أمر الموت؟ المطلوب فقط أن يعمل الإنسان لما بعد الموت وليس أكثر من ذلك.
أنصحك حقيقة أن تقلل من رقابتك الشديدة على نفسك، وأن لا تجري حوارات وسواسية، يعني حتى طبيعة الأسئلة التي تسألها مع احترامي الشديد طبعا لما طرحته هي كلها استقصاءات ونتائج وسواسية، أنت تبحث بحثا دقيقا في نفسك وفي ذاتك وفي مشاعرك، وهذا ينعكس جليا فيما تطرحه من أسئلة، فأنا أنصحك أن تعيش حياة طبيعية عادية، ولا تكن يقظا للدرجة التي تدخلك في المزيد من الوساوس، أوقف الحوار الوسواسي، فهذا سوف يساعدك كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.