السؤال
السلام عليكم.
أراد معرفة رأيي به كزوج، وأرسل فتاة إلى بيتي ليعرف ما إذا كنت قد أوافق به حتى يتقدم لأهلي؟ ولكنني سرعان ما تقلبت مشاعري بين غير مصدقة، وبين شعور الغثيان الذي طالما شعرت به.
أجبت بسرعة أنني غير موافقة، وبعدها تراجعت وقلت دعيني أستخير الله كي لا أندم استخرت، وكنت أفكر لماذا تقدم لي أنا؟ كنت أفكر بسوء عنه، فقد كان كثير الكلام مع الفتيات، وكان يرسل لهن الدببة الحمراء والهدايا، ولا أنسى أنه من عائلة ومنطقة منفتحة، ويعتبر هذا امرا طبيعيا عندهم، ولكن بحكم أنني كنت معقدة ومن مناطق متشددة، كان كل تفكيري أنه سيء، وأنه يريد الانتقام مني، أقسم أني لا أدري لماذا فكرت بهذه الطريقة!
الفتاه التي أتت إلي أخبرتني أنه يريد أن أعاهده أن لا أخبر صديقاتي المقربات، واللاتي يعرفنه أكثر مني، فكان ظني السيء يزداد أكثر فأكثر، وطريقته التي لا تناسب عوائلنا أنه يسألني قبل أهلي كانت تزيد من قلقي وكرهي وشعوري أنه فقط يريد شيئا ما مني.
سؤالي هنا: أنني وعدت وعدا عظيما الفتاة الوسيطة أن لا أخبر صديقاتي أنه تقدم لي، وكنت صادقة، ولكن يبدو أنني أعاني من فوبيا حقيقية جعلت من قريبتي ترحم حالي، وتخبرني أنني يجب أن أسأل صديقاتي، فهذا مستقبل حياة ولا مجال للمجازفة والمعاهدة في هكذا مواضيع.
كنت في موقف صعب يتقدم لي ويريد مني أن لا أسأل المصدر الوحيد لي، وحتى يتقدم لأهلي يجب أن أعطيه الضوء الأخضر، عندما أفكر الآن وأتذكر كم كنت غير عقلانية، كان طيبا رغم انفتاحه، عاهدته عهدا عظيما، وأخلفته كان يشعر بألم في قلبه، لم أكن أعرفه إلا بعد أن أخلفته، الآن أخاف الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shahd حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك هذه الاستشارة وحسن العرض لها، وكم تمنينا لو أنها جاءت في وقت مبكر، حتى تجدي الإجابة النافعة المفيدة، ونعتقد أن هذا الشاب أراد الخير عندما تقدم لك، وأراد الخير عندما اتخذ هذه الطريقة وهي طريقة مشروعة، أن يرسل امرأة صديقة لك لتعرف رأيك المبدئي قبل أن يتقدم، حتى لا يدخل في حرج.
وأرجو أن تعلمي أنه حتى الشاب الذي عنده تقصير وعنده بعض التجاوزات؛ عندما يريد أن يتزوج يبحث عن الفاضلات من أمثالك، وطلبه بألا تخبري الصديقات في محله؛ لأنه أيضا لا يريد أن يخرج الانطباع السالب، وأيضا لن يكون في مصلحتك ولا في مصلحته إخبار أحد في مثل هذه المرحلة الحساسة والمهمة.
ولذلك كان ينبغي بعد أن وصلتك هذه الرسالة أن تستخيري، ثم تشاوري أقرب الناس إليك – وهي الوالدة – ثم بعد ذلك على محارمك أن يجتهدوا في السؤال عنه والبحث عنه والتعرف على أحواله، وفي النهاية الشاب عندما يتقدم يأتي البيوت من أبوابها فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، والهدف منها هو أن يتعرف كل طرف على الطرف الآخر، وكون الشاب من بيئة متساهلة هذا لا يعني أن البيئة تعجبه، ولا يعني أنه سيكون متساهلا، والدليل على ذلك أنه ترك المتساهلين والمتساهلات ثم جاء يبحث عن فتاة محافظة ومن بيئة محافظة.
كذلك كنا نتمنى أيضا ألا تخلفي هذا العهد والوعد خاصة في هذه المرحلة الأولى، لكن بعد أن يتقدم رسميا عند ذلك من حق كل طرف، وأصلا الصحيح إذا تقدم الشاب وجلست معه الفتاة وتعرف أهله على أهلها عند ذلك من المعروف أن الطرفين يطلبون فرصة للسؤال والبحث والتقصي، هذا أمر في غاية الأهمية، وعندها سينطلق أهلك ومحارمك من الرجال ليتعرفوا عليه كرجل، والرجال أعرف بالرجال، ومن مصلحة أي فتاة عندما يتقدم إليها الخاطب أن تشرك محارمها من الرجال، أما الخطوة التي اتخذها والطريقة التي جاء بها والطلب الذي طلبه؛ فكل ذلك ينبغي أن ينظر إليه من الناحية الإيجابية، وكل تلك الاعتبارات في مكانها، وفي النهاية أنت لن تختاري إلا صاحب الدين الذي يرضاه الأهل وتجدين الراحة والميل إليه، وهو كذلك من حقه أن يبحث عن صاحبة الدين، وأعتقد أنه بحث وجاء لهذا؛ لأنك أنت قلت أنه يعرف البنات ومن بيئة منفتحة، ومع ذلك ترك الجميع، ثم جاءك من دارك أنت أيتها المحافظة.
ولذلك نتمنى ألا يكون عليك حرج في الذي حصل، ولكن دائما حفظ الكلام فيه مصلحة، والمحافظة على الأسرار فيه مصلحة، وأيضا التشاور في مثل هذه الأمور مع أهل الاختصاص ينبغي أن يكون مبكرا، وعلى كل حال فإن الأمر أرجو ألا يكون فيه حرج من الناحية الشرعية، ولكن قد يكون فيه ضرر بالنسبة له، وأنت لم تقصدي هذا، وأيضا عندما شاورت هذه الأخت التي طلبت منك أن تسألي الصديقات كلامها في مكانه، لكن ليس هذا هو التوقيت، بعد أن يبدأ الخطوة الفعلية؛ عند ذلك يبدأ السؤال ويبدأ البحث، وأعتقد أن أهلك ومحارمك أصلا لن يقبلوا من الوهلة الأولى، وإنما سيطلبون فرصة للسؤال والتعرف والمعرفة.
وكان من الممكن أيضا أن تستفيدي من رأي الفتاة التي أرسلها لتعرف رأيك الشخصي، حتى تعاونك في الوصول إلى بعض المعلومات التي ربما تحتاجين إليها.
نسأل الله أن يقدر لك وله الخير، وأن يلهمنا وإياكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.