السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي في أني لست جادة في التزامي، لكن عندي رغبة كبيرة في إصلاح نفسي، ماذا أفعل كي أسيطر على نفسي، سني (27) سنة، لم أتزوج بعد، وهذا سبب لي حرجا في نفسي ومع أسرتي، خصوصا أن أمي تطالبني بالزواج، وهذا يتعبني نفسيا، بماذا تنصحونني؟ أخاف من نفسي ومن الضغوط التي حولي أن أخرج على ديني.
وألاحظ أن بي سحرا من خلال أعراض كثرة الإحلام المزعجة، وصحتي المتضررة، ولا أستطيع سماع القرآن كثيرا، خصوصا سورة البقرة، وأشياء أخرى كالعصبية الزائدة، ثم إني أحلم أن معي إنسانا أو شخصا معينا في الفراش، أرجو أن تنصحوني، والأهم جزاكم الله الدعاء بالثبات على الدين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Achakiya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يحفظك ويوفقك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك الرشاد والسداد..
فإن الله مدح الأخيار، فقال سبحانه: ((والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة))[الأعراف:170]، وقال: ((فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم))[الزخرف:43]، وكما قال أهل اللغة: الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى، فكلمة (يمسكون)، وكلمة (فاستمسك)، تدل على شدة التمسك، وهكذا ينبغي أن يكون المسلمون والمسلمات، فاحرصي على أن تكوني جادة في التزامك وتدينك؛ لأن عدم الجدية ضررها كبير، وعلاقتها وثيقة بهذه الأزمات التي تحصل لك، فالشيطان ((ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه))[النحل:99-100].
والرغبة في الخير خير لكنها أمل لابد أن يتبعه عمل، فلا تكفي مجرد الرغبة في الإصلاح، ولكننا ننصحك بالبداية بخطوات عملية، ونسأل الله لك السداد والثبات.
وأرجو أن تعلمي أن الوالدة تريد لك الخير، فلا داعي للشعور بالضيق من كلامها، وأرجو أن تساعدك بكثرة الدعاء، فإن دعوة الوالدة أقرب للإجابة، وسوف يأتيك ما قدره الله لك في الوقت الذي كتبه الله، وما من أم إلا وهي تتمنى أن ترى ابنتها سعيدة في بيتها وعيشها الجديد.
وإذا شعرت المسلمة بأعراض الإصابة بالسحر أو غيره فإنها مطالبة شرعا باتخاذ أسباب العلاج، وأرجو أن تكون البداية بالتزامك الصادق، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة أو عرضها للسماع، مع التركيز على آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، ولا مانع كذلك من طلب الرقية الشرعية بشروطها الشرعية عند من يخاف الله من المعالجين الذين يظهر للناس صلاحهم وحفاظهم على شعائر الإسلام، شريطة أن يكون العلاج بالقرآن والأذكار وبلغة مفهومة، وأن لا يعتقد الراقي أو المرقي أن الشفاء عند غير الله، مع تجنب أسباب تسلط الشياطين على الإنسان، والتي أهمها العمل بالمعاصي، ووجود الصور والتماثيل والمخالفات الشرعية.
مع ضرورة أن تعرفي أن التمسك بالدين والمحافظة على العقيدة من أهم ما ينبغي أن يتمسك به الإنسان، ولابد من الصبر على البلاء والرضا بالقضاء.
والله ولي التوفيق,,,