السؤال
السلام عليكم..
أنا أعاني من وسواس قهري، ولا يمكنني الذهاب للطبيب؛ لأنني أخجل أن أقول لأهلي ماذا يحصل معي.
أنا أتخيل كلمات مقدسة مع أشياء جنسية سيئة، فأنا أحاول استبدالها بكلمات أخرى، وأقاومها طوال الوقت، ولا أستطيع الاسترخاء، كما أن عندي شهادة ودراسة، ولا أستطيع الدراسة، مع العلم أنني كنت من أوائل الصف ومن المتميزين، ولكني الآن لا أستطيع الدراسة بسبب المقاومة الدائمة.
أرجو الرد على الرسالة كلها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالوساوس القهرية تحدث في مثل عمرك، ولكنها الحمد لله تعالى هي عابرة وقتية وليست وساوس مطبقة، تجاهل هذه الأفكار وتحقيرها هو المبدأ الرئيسي، تطبيق تمارين الاسترخاء: كتمارين التنفس التدرجي، وتوجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح هذه التمارين، وممارسة الرياضة كذلك هذه جزء من العلاج الأساسي الذي يخفض القلق والتوتر المصاحب للوساوس.
ويمكن أيضا أن تقوم بما نسميه بالعلاج التنفيري، مثلا: اجلس على كرسي مريح أمام الطاولة وحاول أن تستجلب هذه الأفكار الوسواسية، خاصة الأفكار الجنسية السيئة وموضوع الكلمات المقدسة، وفي بداية استجلاب الفكرة قم بالضرب على يدك بقوة وشدة شديدة حتى تحس بالألم، كرر هذا التمرين 10 إلى 20 مرة متتالية، الهدف من هذا التمرين هو أن تربط ما بين الألم الجسدي الشديد والفكرة الوسواسية في ذات الوقت، وجد علماء السلوك أن ذلك يؤدي إلى نوع من فك الارتباط أو ما نسميه بالتنفير، تلقائيا سوف يضعف الوسواس، هذا تمرين بسيط وسهل ويمكن للإنسان أن يمارسه.
تمرين آخر وهو تمرين إيقاف الأفكار، أيضا يمكن أن تخاطب هذه الأفكار، ويمكن أن تستجلبها بهدف التمرين، وبعد ذلك تقول للفكرة قفي قفي قفي تكررها عدة مرات، وتقوم بتحقيرها هذا أيضا تمرين مهم جدا ومفيد جدا، بعد ذلك أعتقد أنك قد تحتاج إلى علاج دوائي بسيط، وأفضل دواء بالنسبة لك هو عقار فافرين، دواء رائع جدا في مثل عمرك، أو دواء سيرترالين.
أخبر والديك بما ذكرناه لك ولا تخجل أبدا، الوساوس القهرية موجودة ودائما تأتي للطيبين وللأفاضل ممن هم مثل شخصك الكريم، هي نعم عابرة، وسوف تستفيد كثيرا جدا من التمارين السلوكية التي ذكرتها لك، لكن أيضا لو تناولت الدواء سوف يقضي عليها بسرعة شديدة، وإن شاء الله تعالى ترجع لوضعك الطبيعي، وتستطيع الدراسة وتكون من الناجحين والمتميزين..
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا..
وبالله التوفيق والسداد.