السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خير لأبناء هذه الأمة.
موعد زفافي اقترب بشاب طيب الخلق، لكني أصبت بحالة نفسية صعبة من قلق الابتعاد عن أسرتي، وخصوصا أنني أعاني من الاكتئاب والوسواس، ولدي مشكلة، أنني لا أعرف كيف أتصرف، كأني طفلة لا أعلم كيف أتعامل مع الناس، ولا كيف أدبر أموري، وبدأت لدي أفكار غريبة، أتخيل والدي، وقد كبرا في العمر، وأنا كبرت، وعندما أستيقظ من النوم فورا أبدأ بالبكاء، أخاف أن لا أعرف كيف أتعامل مع زوجي، أو أن لا يعجبه شكلي أو طريقة طبخي والعناية بمنزلي، فهو شخص دقيق الملاحظة.
لا أعرف كيف أتعامل مع الانتقاد، قولوا لي ماذا أقول له في حال قال لي إن طعامي ليس جيدا أو لباسي، أنا أيضا مصابة بالرهاب، ومنذ تحديد موعد زفافي وركبتاي ترتجفان، ويداي باردتان ومعدتي تؤلمني، وأبكي طوال الوقت، أنا بدأت بالزولفت نصف حبة لأسبوع، ورفعتها لحبة، وموعد زفافي بعد شهر تقريبا، كيف سأتحسن في هذه المدة؟ هل هناك أدوية تدعمه؟
أرجوكم ساعدوني، لم أعد أشعر بطعم الحياة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يتم هذا الزواج، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يكون زواجا سعيدا.
أيتها الفاضلة الكريمة: أولا إذا لم تكوني مؤهلة وفيك الصفات التي يبتغيها هذا الشاب لما تقدم لك، هذه نقطة أساسية ومحورية، فإذا أنت لديك الكفاءة التامة لتكوني زوجة صالحة.
هذه الأفكار كلها أفكار قلقية ووسواسية تشاؤمية، إن شاء الله تعالى لن يحدث أي شيء سلبي مما يشغل بالك، خذي الأمور ببساطة، أقبلي على زوجك وعلى بيتك، والأمور البسيطة تتعلق حول الطعام أو اللبس: هذه أمور ليست مزعجة أبدا، يسأل عن رغبته في الطعام، -وإن شاء الله- حتى اللباس أنت مدبرة، فلا تشغلي نفسك بهذا القلق التوقعي، هذا لن يحدث أبدا – أيتها الفاضلة الكريمة – والحمد لله تعالى الفطرة السليمة توجه الزوج والزوجة لأشياء كثيرة جدا.
فكوني مطمئنة، افرحي بهذا الزواج، وسلي الله تعالى أن يحفظك ويحفظ زوجك، وأن يتم الزواج على خير، أشغلي نفسك بالفكر الإيجابي، وارجعي لمقولتي الأولى: (إذا لم تكن فيك السمات والصفات للزوجة الصالحة لما تقدم لك هذا الشاب)، ومن الجميل أنك ذكرت أنه مدقق، هذا أمر جيد، وأنت أيضا مدققة؛ لأن تخوفك وقلقك المستقبلي يدل على أنك إنسانة منضبطة، وتودين أن تعيشي حياة زوجية راقية، وذات مستوى طيب وكفاءة عالية، أسأل الله لك التوفيق.
مارسي شيئا من الرياضة، مهمة جدا، تدربي على تمارين الاسترخاء، رائعة جدا، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب، فأرجو أن تحرصي على الاطلاع عليها وتطبيقها، وأريدك أن تبحري بفكرك للمستقبل الجميل الذي -إن شاء الله تعالى- في انتظارك.
بالنسبة للدواء: حقيقة أنا لا أراه مهما كثيرا، لكن لا بأس به، فأنت الآن تتناولين الزولفت بجرعة حبة واحدة، وفي رأيي هذا يكفي تماما، يمكن أن تضيفي له عقار (ديناكسيت) بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهر، وتوقفي عنه، والزولفت يمكن أن تتناوليه لمدة شهر آخر بعد الزواج، وحين تتوقفين منه اجعلي الجرعة نصف حبة يوميا مثلا لمدة أسبوع، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوع آخر، ثم توقفي عنه، وإذا قسم لك الله تعالى حمل فلن تكون هنالك أي إشكالية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسمع عنكما كل خير إن شاء الله.