أسأت الظن بصديقتي فدعوت عليها وندمت!

0 25

السؤال

السلام عليكم

في نهاية العام الدراسي وجدت صديقتي لا تكلمني أبدا، وترد علي ببرود، فحسبت أنها لا تريدني بعد صداقة دامت عمرا طويلا، وربما وجدت غيري، توجع قلبي كثيرا لأنها ذهبت ولم تذكر السبب فدعوت عليها، وظننت أنها كانت تلعب بمشاعري، واستجاب الله دعائي، ورقدت في المستشفى، وبعد محاولاتي لمعرفة السبب تبين لي أنها كانت حزينة مني لسبب معين لم أعرفه، ولم أنتبه له، وفعلته بدون قصد.

ضميري يؤنبني كثيرا؛ وأمها عرفت أنني دعوت عليها وغضبت، ومنعتها من مراسلتي، ولذلك لا أشعر بارتياح.

أرجو أن يسامحني الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بعلاقتك بالصديقة، ونسأل الله أن يجعل صداقتك لها في الله وبالله ولله وعلى مراد الله، ونشكر لك التواصل والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم العافية والسعادة والآمال.

أسعدنا جدا هذا الشعور منك بعد أن دعوت على الصديقة، وقلت حسبي الله ونعم الوكيل في حقها، ونؤكد لك أن ما أصابها كان بقدر الله تبارك وتعالى وتقدير الله سبحانه وتعالى، وأمر الله تبارك وتعالى الذي قدره لم يمكن أن يتخلف، ولا دخل لدعائك فيه، فلا تحملي نفسك ما لا تطيق، واجتهدي دائما في الدعاء لها حتى بعد أن دعوت عليها، اجتهدي في الدعاء لها بالعافية.

اعلمي أن الإنسان ينبغي أن يقدر هذه الصداقات، وهذه العلاقات، وحق للإنسان أن يخاف من دعوة إنسان ظلمه، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما:" دعوتان أرجو إحداهما وأخاف الأخرى، قال: أما التي أرجوها فدعوة مظلوم نصرته، أي وقفت معه، وأما التي يخافها رضي الله عنه: فهي دعوة إنسان ظلمه"، لا أعتقد أن في المسألة ظلما من طرفك أو من طرفها، ولكن عليها إذا غضبت أن تبين لك وعليك أن تتقي الله وتصبري، بل إذا لم تعرفي السبب فقولي: لعل لها عذرا لا أعرفه.

الإنسان ينبغي أن يلتمس لصديقه أو تلتمس لصديقتها مائة عذر، فإن لم تجد في هذه المائة عذرا، فتقول بعد ذلك لعل عندها عذرا لا أعرفه، فالصداقات والعلاقات ينبغي أن تقوم على حسن الظن ببعضنا، والمؤمن يحسن الظن بنفسه ويحسن الظن بمن حوله ويحسن الظن بربه بأن يرجو مغفرة ربنا الغفور سبحانه وتعالى.

نحب أن نؤكد أيضا أن الإنسان فعلا إذا أراد الخير يسر الله له الخير، {إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم}، فكوني دائما على الخير، احملي المشاعر النبيلة تجاه صديقتك وتجاه الناس، تجنبي الدعاء عليهم، احرصي على الدعاء لهم، وإذا ظلمت إنسانا أو دعوت عليه، فاجتهدي في الدعاء له والاستغفار وطلب العفو منه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير.

نؤكد مرة أخرى أن الذي يصيبنا إنما هو بقدر الله، كما قال الله:( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، فالإنسان لا ينبغي أن يقف طويلا يجلد نفسه ويلومها، ولكن ينبغي أن ينطلق إلى الأمام بعد أن يصحح الأخطاء، واعلمي أن الشيطان يتدخل في هذه العلاقات، لكن المؤمن ينبغي أن يصبر على الجفوة فيها ويفرح بالإحسان فيها، ويعالج ما يحصل في الصداقة من خلل باللطف، والحكمة وبتذكر المشاعر النبيلة والأيام الجميلة.

نسأل الله لنا ولك ولها ولوالدتها وللجميع التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات