كيف يتعامل الزوج مع الزوجة التي تخالف كلامه؟

0 29

السؤال

السلام عليكم

لدي حذر زوجته مرارا من التواصل من دون علمه مع أبناء خالتها وعمها، ولكنها تتواصل دون علمه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الشريف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك في موقعك، نشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقكم وأن يصلح الأحوال، وأن يعيننا على إصلاح ذات البين، وأن يهدي هذا الزوجة إلى الحق والخير والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الزوجة مأمورة بطاعة زوجها في كل ما يطلبه منها فيما هو طاعة لله -تبارك وتعالى-، وإذا طلب الزوج من زوجته ألا تتواصل مع أبناء خالتها أو أبناء عمومتها إلا في حضوره فإنه يجب عليها أن تلتزم بهذا التوجيه، ومن حق الزوج أن يطلب ذلك إذا خشي ريبة أو خشي أن يكون ذلك له أثر على حياته الزوجية، والشريعة حريصة على هذا الجانب، لأن الرجل هو القيم على البيت، وغيرة الرجل على زوجته أيضا قد تمنعه من أن يأذن لها بالتواصل في غيابه، ولذلك يجب عليها أن تلتزم بتوجيهاته في مثل هذه الحالة، وهذا الوجوب وجوب شرعي، واجب عليها طاعة زوجها في المعروف.

لذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال: (لا يأذن في بيوتكم إلا بإذنكم، ولا يوطئن فرشكم من تكرهون) هو يقصد المحارم، لأنه غير المحارم حتى من نحب لا يجوز أن تأذن إلا على الصيغة والطريقة الشرعية، ولذلك قالوا: لأن هذا القريب قد يؤثر على المرأة فيخببها على زوجها، أو قد يكون ذلك يؤثر على حياتها ويكون من النوع الذي يحرضها، فالشريعة تحفظ هذا الحق للزوج.

دورنا نحن إذا عرفنا مثل هذه الأمور فليس من المصلحة أن نخبر الزوج أن زوجته تتواصل من ورائه، لكن نتوجه بنصحنا وبإرشادنا للزوجة، ونطلب منها أن تلتزم بما طلب منها زوجها حفاظا على حياتها وحفاظا على أسرتها، ونحاول أن نكلم الزوج أيضا إذا كان هناك مجالا لنعرف ما هو أسباب هذا الخوف، هل هو مجرد تعنت، أم هناك أمور مخيفة؟ أو ظهرت له أشياء غير محببة، أو كانت الغيرة هي التي تدفعه لذلك؟

في كل هذه الأحوال طبعا يعتبر طلب الرجل وجيها، ولكن حفاظا على هذه الأسرة ينبغي أن نتوجه بالنصح إلى الزوجة أولا، ولا مانع من أن ننصح الزوج بترك مثل هذه الأمور والتشدد فيها، لأنها أيضا قد تتسبب في حزن الزوجة وتشعر في نفسها أنها ليست محل ثقة، وهذه أمور لا نريدها.

إذا على الزوجة أن تلتزم بتوجيهات الزوج في كل ما أمرها به، وهذا واجب عليها شرعا، وعلينا أن نشجعها بيننا وبينها على الالتزام بذلك، ونتجنب إخبار الزوج بأنها تتواصل من ورائه، على الأقل في المرحلة الأولى، ولكن إذا تمادت يمكن أن نحذرها بأن هذا ليس في مصلحتها، وأن زوجها قد يعرف، وقد يكون هذا سببا في فساد البيت وخراب بيتها، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهدي الزوجات وبنات المسلمين إلى الحق، وإلى كل ما يحبه الله.

نرجو أن تفهم كل زوجة يمنعها زوجها من الخروج إلا بإذنه، يمنعها من بعض الأماكن، يمنعها من التواصل مع بعض الناس، أن ذاك دليل على شدة حبه لها وغيرته عليها، وينبغي أن تفهم هذا في إطاره الشرعي، حتى تسر بتلك الغيرة التي تدل على الحب، وعلى الرجل أيضا أن يكون عونا لزوجته بالمعقول في التواصل مع أرحامها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات