السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة في التاسعة عشر من عمري، أعاني من الوسواس كثيرا، ويكون غالبا أثناء دخولي إلى المرحاض، حيث أنني أقضي حاجتي ثم أشك بأنني لم أنته بعد، فأنتظر طويلا حتى يخرج القليل فقط، وإن أسرعت أوسوس بعد خروجي بخروج شيء من البول على ملابسي، ولأنها تكون مبتلة من التنظيف، لا أعرف هل فعلا حصل شيء ما أم لم يحصل؟
أبقى على هذه الحال طويلا، حتى أنني أعيد غسيل مكان خروج البول كثيرا، وأعيد وضوئي مرات عدة، وعلى هذه الحال أبقى حوالي ساعة أو أكثر حتى أدخل إلى المرحاض، وأتوضأ، وهذا يؤثر سلبا على حياتي، ويضيع علي وقتي، كما أن أهلي قد سئموا مني كثيرا، وأصبحوا ينزعجون مني،
وبعد انتهائي أبقى كل الوقت أشعر بخروج شيء من البول حتى في الصلاة وفي سائر الأوقات.
أرجو منكم المساعدة، وهل يمكن للبول أن يخرج من الإنسان دون إرادة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله أن يعافيك من هذا الداء الذي نزل بك، وأن يصرف عنك هذه الوساوس، فلا شك ولا ريب أنك قد أصبت بالوسوسة في الطهارة، وأن هذا الحال الذي أنت فيه ليس هو الحال الطبيعي الذي عليه الناس، والذي ننصحك به أن تعرضي عن هذه الوساوس، وأن تعلمي بأن الله سبحانه وتعالى لا يريد أن يوقع العبد في الضيق والحرج في أحكامه كلها وأحكام الطهارة خاصة، وقد قال سبحانه وتعالى في آية الوضوء: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم}، والحرج معناه الضيق والمشقة.
ولهذا نهانا الله سبحانه وتعالى عن اتباع خطوات الشيطان، لأن الشيطان يحاول أن يكره إلينا العبادة ويثقلها على نفوسنا، فإذا لم يستطع صرفنا عن هذه العبادة، جاءنا من باب آخر، فزين لنا ضرورة الاحتياط والحرص على الطهارة، ونحو ذلك من زخرفة غرور القول.
والعلاج من هذا كله أن تعرضي عن هذه الوسوسة، وألا تبالي بها، فإذا انتهيت من قضاء حاجتك لا تتأخري لانتظار ما قد سيخرج، بل عليك أن تستنجي كما يفعل غيرك من الناس، وأن تنضحي شيئا من الماء، يعني: ترشي شيئا من الماء على ملابسك الداخلية، حتى إذا جاءك الشيطان وحاول أن يوهمك أنه قد خرج منك شيء يكون جوابك أن (هذا من بقايا الماء الذي نضحته)، وهذه هي السنة النبوية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم ليقطع دابر هذه الوسوسة.
واعلمي أن الأصل أن الإنسان إذا توضأ فإن وضوئه لا ينتقض إلا إذا تيقن يقينا جازما يستطيع أن يحلف عليه، كما يتيقن وجود الشمس في النهار، أنه قد خرج منه شيء، فإذا لم يصل إلى هذا الحد من اليقين فإنه باق على طهارته... وهكذا، فإذا عرضت عن هذه الوساوس وعلمت أن إعراضك عنها هو ما يحبه الله تعالى، وهو الذي يريده الله تعالى منك، وهو الذي يرضيه عنك، سهل عليك أن تتركي هذه الوساوس.
وفي المقابل يجب أن تعلمي أن إصرارك على هذه الوسوسة وإصرارك على السير في هذا الطريق إرضاء للشيطان، وجري وراء خطواته، وفي ذلك إغضاب لله سبحانه وتعالى.
إذا تيقنت هذه الحقائق سهل عليك بإذن الله تعالى أن تتخلصي من هذه الوسوسة.
نسأل الله تعالى أن يصرف عنا وعنك كل سوء.