بسبب حاجتي إلى الزواج أقع في الكثير من الأخطاء، فماذا أفعل؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب بكلية الطب، عندي احتياج عاطفي وجنسي، ونظرا لظروفي لا أستطيع أن ألبي تلك المشاعر والاحتياجات، أنا الحمد لله لا أشاهد الأفلام الجنسية، ولكن كيف لي أن أجد حلا لهذا الاحتياج، للأسف في لحظة عدم مسؤولية، تحدثت مع فتاة من منطقتنا، وتعلقت بها وتعلقت بي، ولكن لظروفي وعدم رضا والدي عن هذا انهيت تلك العلاقة، ولكن لا زال ذلك الاحتياج يؤرقني، أعلم أن الزواج مسؤولية كبيرة وليس مجرد نزوة، لذا أجد نفسي على حافة الخطأ كثيرا ولا أدري ما أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك هذا الوضوح في الطرح، ونؤكد لك أن هذا الميل الموجود في نفسك والاحتياج هو أمر فطري خلقه الله تبارك وتعالى لحكمة، والإنسان يهذب هذا الاحتياج وهذه المشاعر لتكون برا وطاعة لله تبارك وتعالى، وهو يعترف بهذا الاحتياج، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يغنيك بحلاله عن الحرام، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أما بالنسبة لما يحصل معك فنحن نذكرك بكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وبتوجيهه: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء))، يعني: الصوم كاسر لهذه الشهوة.

وطبعا يقاس على الصوم كل الأشياء التي تصرف، الإنسان قد يدفع هذا الاحتياج بجرعات روحية كالصيام، أو التلاوة، أو الصلاة لله تبارك وتعالى، ومما ندفع به أيضا هذا الاحتياج ونشغل به أنفسنا الاشتغال بالهوايات المفيدة، أو بالأعمال الرياضية التي تتعب الجسد وتخفف من تلك الطاقة الزائدة، ثم بعد ذلك قال ربنا العظيم: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}، فإذا صعب على الإنسان أن يتزوج مع وجود الاحتياج فإنه عند ذلك عليه أن يسلك سبيل العفاف، ومما يعين الإنسان على العفاف أن يغض بصره، وأسعدنا أنك لا تتابع أفلام، ولا تتابع مواقع، ولكن حتى في الواقع: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}.

كذلك أيضا أن تجتهد جهدك أن تبتعد عن أماكن الفتنة وأماكن وجود النساء، حتى لو كنت في مكان فيه نساء اجعل انحيازك دائما لزملائك من الرجال واجتهد في البعد وغض البصر، وجاهد نفسك واستعن بالله تبارك وتعالى، لأن وجود هذا الميل ووجود هذه الشحنات وهذه الفطرة لا يبيح للإنسان أن يتجاوز الحدود ويستخدم هذه الفطرة فيما لا يرضي الله تبارك وتعالى.

فحافظ على عفافك وطهرك، واجتهد في بذل الأسباب التي تستطيعها، وستجد من يقبل بك، فأنت طالب في كلية الطب، ولك بإذن الله تبارك وتعالى مستقبل، بل اطلب المساعدة من أسرتك إذا كان هناك بالإمكان أن يعاونوك حتى تبلغ الحلال، فإن من تزوج فقد استكمل نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر، واحذر أن تقع في الهاوية، فإن الإنسان يستطيع أن يبتعد عن الخطأ بعمل هذه التدابير الواقية التي جاءت بها الشريعة كما أشرنا.

واجتهد في الدعاء لنفسك والبعد عن مواطن الإثارة والشبهات، شغل النفس بالمفيد قبل أن يشغلك الشيطان بالفتن أو بالباطل، اتخاذ أصدقاء صالحين يذكروك بالله تبارك وتعالى، الاشتغال بمهنة الطب والدراسة والتفوق في هذا المجال. إبعاد هذه الأفكار، تجنب الوحدة، لأن الشيطان مع الواحد ... إلى غير ذلك من التدابير التي تبدأ من عدم الاستماع للغناء لأنه بريد الزنى، ومن مجرد القراءة في روايات مثيرة، لأنها تحرك كوامن الشهوات.

المهم عليك أن تسلك سبيل العفاف، وتجتهد في الجانب الآخر أيضا في التخطيط لحياة زوجية ناجحة، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، وأسعدنا شعورك أن الزواج مسؤولية، وفعلا هو مسؤولية، والزواج أيضا نعمة من الله تبارك وتعالى، نسأل الله أن يسهل عليك وعلى شبابنا الحلال، وأن يلهمكم رشدكم، وأن يجنبكم مواطن الزلل والخلل، ونكرر لك الشكر، ونرحب بك في موقعك.

مواد ذات صلة

الاستشارات