السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على كل ما تبذلونه في خدمة الإسلام والمسلمين.
نحن أسرة بسيطة وملتزمة، ومشكلتنا هي عدم رضا والدنا لما نقوم به من عمل وجهد لترتيب وتخصيص ميزانية الأسرة بما يتناسب ومع دخلنا، إضافة إلى عدم تكليفنا بأمور قد نقوم بإنجازها بشكل يعود بالنفع لنا وله، وعندما يتم التحدث معه في ذلك يتعصب ويغضب ويقطع الحديث، وعندها نصبح في متاهة ويظل الأمر معلقا ولا ندري ماذا نفعل، ويعقب ذلك التعصب سكوت وصمت يدوم أياما، فما ندري كيف نتصرف معه؟
علما أننا أولاد طيبون، لا نتكلم كثيرا، ولكن أحيانا يمتلكنا الغضب لا شعوريا، أفيدونا جزاكم الله خيرا، وأصلح الله جميع أمور المسلمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ بسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فهنيئا لنا جميعا بالشباب الطيب الذي يحاول مساعدة والديه، وذلك بالحرص على تحمل المسئوليات، والمشاركة في إدارة المنزل وتنظيم الصرف، وزادكم الله حرصا وتوفيقا.
ولا شك أن هذا الوالد يحتاج إلى التأكد من قدراتكم، ويرغب في مشاهدة إنتاجكم قبل أن يفسح لكم المجال في التخطيط والتدبير للأمور المالية، والذي يظهر أن الوالد هو مصدر الدخل الأساسي للأسرة، ولذلك سوف يصعب التدخل في صلاحياته إلا ممن يشارك فعلا في دخل الأسرة.
ولا شك أن بعض الآباء يتأخر في منح الثقة لأبنائه حتى بعد أن يكبروا؛ لأنه يراهم أطفالا، وهذا خطأ كبير، ولكن من الإنصاف أن نقول: إننا قد نرسخ هذا المفهوم بتصرفاتنا أو بتقصيرنا في القيام بواجباتنا أو بتهربنا في فترة من الفترات من تحمل المسئولية، وقد يكون السبب في ذلك هو ما يفعله بعض الأبناء من أشياء من دون علم والدهم، وقد تساعدهم الأم أحيانا في إخفاء بعض الأمور التي يسمع بها الوالد من الجيران، وهذا يجعل الوالد يفقد الثقة في الجميع.
وحتى نبني جسور الثقة أرجو أن نقوم بما يلي:
1- مشاورة الوالد في كل صغيرة وكبيرة.
2- زيادة البر، والاهتمام بالوالد، والحرص على مساعدته، والوقوف إلى جواره، وتنفيذ رغباته.
3- تجنب الأمور التي تثير غضب الوالد.
4- الحرص على الإنجاز وليس على كثرة الكلام.
5- عرض نماذج عملية تدل على الحرص واليقظة والأمانة.
6- شكر الوالد على تعبه وسهره على أسرته.
7- أداء بعض الأعمال نيابة عن الوالد، مثل جلب أشياء للمنزل، أو مساعدته في ذلك على أقل تقدير.
وبالله التوفيق.