السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ ظهور فيروس الكورونا والحظر، أصبت بقلق وتوتر شديد، وضغط على أعصابي، وبمجرد شعوري بدفء في جسمي أشعر بتوتر شديد، وبكاء وانهيار، ولا أحب الحبس، وأخاف من غلق الأبواب والنوافذ.
أحتاج إلى علاج مؤقت، لأن حالتي شديدة جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن جائحة الكورونا فاجأت العالم، وأصبحت مشكلة عالمية، خاصة أن الحقائق العلمية حول هذا الفيروس ليست بالدقة والإفادة المطلوبة، كما أن الكثير من الناس يتوجسون ولهم مخاوفهم المنطقية جدا، لأن مآلاتها من المرض غير معروفة حتى الآن، وإلى أي وقت سيستمر؟ وهل هنالك علاجات أو لا توجد علاجات؟ ولا توجد ثقة حول اللقاح.
هذه كلها تدور في خلد الناس وتشغلهم، لكن بصفة عامة الأمراض وحتى الكوارث التي تعم ولا تكون منحصرة في شخص واحد أو محيط واحد، أو لا تؤثر على الشخص لوحده يجب أن تؤخذ بشيء من القدرة على التكيف معها.
بمعنى آخر أن هذه مشكلة عالمية أصابت جميع الناس، وكل إنسان هو جزء من العالم، فيجب أن لا نشخصنها، أن لا يرى الإنسان كأنه هو الوحيد الذي وقع عليه هذا الأمر، هذه نقطة علاجية مهمة جدا.
الأمر الثاني: أتصور أنه قد أصابك شيء من الضجر من الحبسة كما تفضلت، وربما يكون لك شيء من قلق المخاوف البسيطة من الأماكن الضيقة، هذا أيضا تتخلصين منه من خلال التفكير في أن وجودك في الحجر المنزلي أمر مهم، لأنه في ذلك حفاظ على صحتك.
الوقاية خير من العلاج، والمؤمن كيس فطن، وأنت -الحمد لله- تجلسين مع أسرتك الكريمة، تستفيدين من وقتك، وأعتقد معظم الذين واجهوا صعوبات نفسية كبيرة أو صغيرة خاصة عدم القدرة على التكيف لا يستطيعون إدارة وقتهم، مع أن هذا الوقت يمكن أن يدار بصورة ممتازة جدا، القراءة، الإطلاع، حلقات القرآن الأسرية، الإنسان يدخل في مشروع ما، كتابة، قراءة، حفظ للقرآن، جلوس مع الأسرة، تعليم الأولاد، التفاهمات الأسرية الإيجابية، التواصل عن طريق الوسائط الاجتماعية وهي كثيرة، وأقصد بذلك التواصل الإيجابي.
أيتها الفاضلة الكريمة هنالك إيجابيات كثيرة، مثلا على سبيل المثال نحن الآن يتواصل معنا الإخوة والأخوات الذين يحتاجون لمساعدات نفسية عن طريق الزووم، عن طريق التليفون، وقد وجدنا أن هذا أرجح لهم وهذا بشهادتهم، وأفضل وفيه احترام كبير للخصوصية، فكل شيء -إن شاء الله- حتى وإن كان سلبيا لا بد أن نخرج منه بفائدة، وهذا الأمر مؤقت -بحول الله تعالى-.
إذا عليك أن تنقلي نفسك لهذا النوع من التفكير، وعليك أن تمارسي تمارين استرخائية مكثفة، توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وحتى اليوجا إذا أسقطنا الجانب الديني منها ممتازة جدا ومفيدة جدا، كما أن ممارسة أي رياضة داخل البيت ستكون مفيدة لك.
العلاج الدوائي أنا لا أراه مهما، لكن دواء مثل الفلونكسول وهو مضاد للقلق يمكنك أن تتناوليه بجرعة نصف مليجرام صباح ومساء لمدة شهر، ثم نصف مليجرام أي حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناوله.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.