السؤال
ما هي فوائد العلم عند الأسر الفقيرة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محيسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فإن العلم هو أول مطلوب، قال تعالى: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله ...))[محمد:19] وكفى بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه، وكفى بالجهل قبحا أن ينفر منه من هو غارق فيه، وقد ميز الله الكلب المعلم عن سائر الكلاب فأباح أكل ما يصطاده، كما أشار لذلك ابن القيم رحمة الله عليه، ومن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم، وهذا كلام علي رضي الله عنه، وينسب له أيضا ما يلي:
الناس من جهة الآباء أكفاء *** أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهم من أصلهم شرف *** يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم*** على الهدى لمن استهدى أدلاء
فقم بعلم ولا تبغي به بدلا *** الناس موتى وأهل العلم أحياء
والمسلم لا يطلب العلم من أجل الربح المادي، ولكنه يطلب العلم ابتغاء مرضاة الله، فإن طلب العلم عبادة، وتعلمه خشية لله، ومذاكرته تسبيح، وإذا قصد الإنسان بطلب العلم وجه الله كان من أفضل القربات، فطلب العلم أفضل من كل نافلة، أما رزق الله فلا يرتبط بالعلم، ولو كانت الأرزاق حسب العلم لهلك الجهال والبهائم والعجماوات.
وقد أحسن من قال:
لو كانت الأرزاق تأتي على الحجا ** هلكن إذن من جهلهن البهائم
والعلم تنتفع منه الأسر الفقيرة والأسر الغنية، وطلب العلم يشرف به صاحبه، ومهما كانت أموال الإنسان فإنه يشعر بمرارة الجهل، وقد أحسن من قال:
وإن كبير القوم لا علم عنده *** صغير إذا التفت عليه المحافل
ولا شك أن الأسر الفقيرة تستفيد من العلم، وكذلك الأسر الغنية، والإنسان لا يملك أن يزيد رزقه إلا إذا قدر الله له ذلك ثم اجتهد في بذل الأسباب دون أن يعول عليها؛ لأنه ليس كل من يعمل مرزوق، ذلك بتقدير الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
العلم يرفع بيتا لا عماد له ** والجهل يهدم بيت العز الشرف
والله ولي التوفيق والسداد،،،