السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أرجوكم حل مشكلتي بسرعة؛ لأني في غاية القلق على حياتي، الموضوع كبير، سأتكلم مختصرا.
أنا من صغري أخدم أمي في كل شيء من غسيل، طبخ، تنظيف، دون إخوتي، حتى وصل سني (25) سنة، أمي من قبل الزواج كلما أخطب تشعل النار في البيت بدون سبب: الشتائم القذرة، الدعاء علي، وإن أدخلت أي واحد من الأقارب للصلح تعاديه! حتى تزوجت، فجاءت المشاكل معي ومع زوجتي والإهانة.
يوم دخلتي قالت لي: أيامك الآتية أسود من شعر رأسك! بدلا من (مبارك)، ولما حملت زوجتي قالت وهي ممسكة السكينة: سأشق بطنك، وكم حكايات! تعبت فدخلت المستشفى، عملت لي مشاكل، هناك غيرة فظيعة من زوجتي، رمي الزبالة أمام الشقة، لو حكيت لا يسع الوقت.
أدخلت كافة الناس من أقارب وجيران وشيوخ كلهم أجمعوا وقالوا: أنت معك حق، لكن هذه أمك، ولم يحلوا المشكلة، ولكن إخوتي في صفها لأنه إن أحد منهم وقف في صفي تلعنه وتغضب وتكون مشكلة كبيرة! أصبحت أعاني أنا وزوجتي من كثرة المشاكل، وصل الموضوع إلى أني طلقت زوجتي من كثرة المشاكل، كانت هذه الطلقة لثاني مرة بسبب والدتي وهي بلا رحمة ولا حنان.
وعندي بنتان أخاف أن أعمل شيئا أندم عليه، لكن لن ألقى حلا، ماذا أفعل؟ أخواتي البنات معي ولكن إذا تكلمن شتمتهن بأفظع الألفاظ، أنا في بيت عائلة لكن كل واحد في شقة، فكم إهانات وشتائم وكذب! أنا وحدي دون إخوتي، والسبب أني كنت أحن واحدا عليها لكن كانت تريدني غير متزوج، لها وحدها.
حياتي جحيم بين أمي وعيالي الذين يريدون تربية وزوجتي.
ممكن أحكي حكاية ظريفة: ذهبت لشيخ في الجامع، وبعد الصلاة حكيت حكايتي، أتعرف ما هو الرد؟ قال: يا ابني! حين تلاقي حلا لمشكلتك قلها لي لأحل مشكلتي!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يصلح حال أمك، وأن يشرح صدرها للحق، وأن يعافيها من هذه التصرفات القاسية.
وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فإنه ومما لا شك فيه أن مقام الوالدين عظيم في دين الله، وأن الله أوصى الأبناء بالآباء أكثر من وصيته الآباء بالأبناء، وأن الأم مقدمة على الأب في البر والإحسان والاحترام والعطف والرعاية، هذا كله أعتقد أنه لا يغيب عنك ولا عن واقعك الذي تعيشه، ونظرا لأن والدتك لديها هذه الغيرة الشديدة وحب الاستئثار بك لها وحدها، وهذه صورة مرضية في واقع الأمر، أقول: نظرا لذلك فليس أمامك إلا الصبر عليها على قدر استطاعتك، وإذا كان بمقدورك أن تترك المنزل وتستأجر شقة بعيدة عنها فذلك أحسن، وهذا أعتقد أنه من أنسب الحلول إذا كانت ظروفك تسمح بذلك، وإلا فاجتهد في خدمتها، ولا تكثر من الاختلاط بها أنت ولا زوجتك، وأغلق عليك بابك، ولا تذهب إليها إلا عند طلبها أو مرات قليلة؛ حتى لا تسمع ما تكره ولا تعكر صفو حياتك أنت وأسرتك، خاصة إذا كانت امرأتك لا دخل لها في المشاكل، وليست من النوع الذي يتعامل مع والدتك بطريقة استفزازية أو عدوانية، ولا تشغل بالك بدعائها عليك ما دمت لا تقصر في حقها ولا تسيء معاشرتها، ولا تقصر في برها والإحسان إليها، وتفرغ لحياتك وتربية أولادك، ولا تكثر من الوقوف عند هذه المشاكل؛ لأنها لن تنتهي إلا إذا أراد الله أمرا آخر، فقم بواجبك العادي تجاهها، ولا تقصر في خدمتها، ثم بعد انتهاء مهمتك اتركها ولا تجلس معها، ودعها تدعو بما تشاء، فلم ولن يؤثر ذلك كله فيك إن شاء الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق ولأمك بالهداية.