أعاني من تنمر مدرسي ومنزلي، أرجو المساعدة.

0 28

السؤال

السلام عليكم

لا أعلم من أين أبدأ؟ أعاني من العادة السرية منذ صغري، وهوس نتف الشعر وأكله منذ ثلاث سنوات، لدرجة أنني لم أتحمل وحلقته، ولكن ذلك لم يكن حلا؛ لأنني لم أتوقف.

عانيت من تنمر استمر لسنتين في عمر 12-13 وحاولت فيها الانتحار بطرق متعددة، ليس بسبب التنمر ولكن بسبب شيء آخر، (عيب فضحتينا، تبرأت منك، قبيحة)، كلمات أسمعها باستمرار من عائلتي، تخيل أن تتخلص من تنمر مدرسي لتجد تنمرا منزليا يوميا من خلقتي وشكلي الذي خلقني به الله.

أعلم بأنني بعمر حساس ويتأثر كثيرا، لدرجة أنني لم أنجح بسنتي الأخيرة، وحاليا (عدت السنة)، في سنتي الأولى حاولت أن أتغير وأرفع رأس أهلي؛ لأنني الوحيدة بين عائلتي التي ترسب وتحرز أسوأ الدرجات.

ذهبت لإحدى الأستاذات المشهورات بتفوقها بمادة الرياضيات، ولكنها طردتني أمام الجميع بشكل مرعب لأنني لم أفهم، تمنيت حينها أنني لو لم أولد، ليست لدي ثقة بنفسي، وذلك الموقف جعلني أكثر ضعفا، كانت قصة من آلاف القصص التي حدثت لي، فقط أريد نصيحة لا تنسى، نصيحة غير التي أسمعها باستمرار: أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه.

تعبت من كلمة كوني قوية، تعبت من كل شيء، ولكن -الحمد لله- على كل شيء، ذلك ماض لن يعود، ولكن لن ينسى، ما زالت امتحانات الثانوية قائمة، وأريد نصيحة أرجع بها ضميري الدراسي وتفيدني لمستقبلي.

كلامي متناقض، ولكنني مؤمنة أن الشكوى لله، ولكن ظهر لي هذا الموقع، وأنا في منتصف يأسي، وأردت أن أجرب كغيري، أعلم أن ما كتبته قد يكون تافها جدا بالنسبة لما يمر به غيري من مشاكل، ولكنني حقا أحتاج نصيحة تشجعني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ هند حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

أهلا ومرحبا بك -ابنتي الجميلة- حفظك الرحمن ونور حياتك بالمحبة والإيمان.

ليس من السهل ما تمرين به ولكن أيضا في الوقت نفسه ليس من الصعب أبدا تجاوزه، فأنت الآن في مرحلة المراهقة التي تتسم ببعض الحساسية من الآخرين، والتي تسبب لك هذه الضغوطات النفسية.

الحل يكمن في نفسك وفي ذكائك وإرادتك القوية لتجاوز كل ما تمرين به، فلذلك يجب عليك أن تقومي بمعالجة نفسك ذاتيا مما أنت فيه.

إذا بدأنا بعادة نتف الشعر والذي هو اضطراب نفسي، والذي من أعراضه: زيادة الشعور بالتوتر قبل نتف الشعر أو أثناء محاولة القيام بذلك، وكما الشعور بالسعادة أو الارتياح بعد نتف الشعر.

وعادة ما يتطور الأمر قبل أو أثناء مرحلة المراهقة، فتبدأ في العمر بين 10 و 13 عاما، وهذا الاضطراب قد يتطور أكثر إن لم تتوقفي عن ذلك، فإن الأعراض يمكن أن تزداد حدتها مع مرور الوقت، وبالتالي تخسرين شعرك خلال عدة سنوات، وما يساعدك على ذلك التخلص من التوتر، والانفعالات النفسية العنيفة، وتجنب القلق قدر الإمكان، وأفضل الطرق لذلك للراحة والاسترخاء هي تقوية الصلة بالله -سبحانه وتعالى-، وأداء صلواتك في وقتها، والرضى التام بقدر الله، والبحث عن الراحة النفسية بوسائل مختلفة مثل ممارسة هواياتك المحببة، وممارسة الرياضة؛ لما لها من أثر إيجابي جدا في طرد المشاعر السلبية المحفزة لعملية نتف الشعر، وتجنب ممارسة الحركات التوترية، والانخراط بالأعمال المتعددة التي تشغل اليدين والفكر عن القيام بعملية نتف الشعر.

تجنب الأشياء والأمور التي تحفز وتثير عادة نتف الشعر، مثل العصبية، ومجالسة الأشخاص المستفزين، محاولة ارتداء طاقية صغيرة وخفيفة تضم الشعر، أو حجاب خفيف حتى في البيت حتى يتم التخلص من هذه العادة بشكل نهائي، طلب الدعم من الاصدقاء والمقربين، وطلب التشجيع منهم لترك هذه العادة، والدعم الذاتي هو أهم دعم على الإطلاق كأن تكافئي نفسك كلما رأيت تقدما في ترك ممارسة هذه العادة، طبعا مع ضرورة التحلي بالصبر والإرادة، والعزيمة.

أما بالنسبة إلى العادة السرية يقول الأطباء: إن ممارسة العادة السرية تؤدي إلى أضرار بدنية، ونفسية، فهي تستنفد قوى البدن، وتسبب الاكتئاب، وقلة تقدير الشخص لذاته، وثقته بنفسه، وإن ما كان مضرا طبيا؛ فهو محظور شرعا، وهذا محل اتفاق بين الفقهاء.

مما لا شك فيه أن التنمر الذي يمارس داخل المنزل من الأم أو الأب على الأبناء له أضرار كثيرة على الصحة النفسية، وهذا يعود بالأساس لضعف الثقافة والمعرفة لدى الأهل لهذا الضرر الواقع على الأبناء، وهذا ما تعانين منه من قبل والدتك من بعض التعليقات السلبية على مظهرك أو صفاتك الجسدية، وهذا ما سبب لك الشعور بالدونية وعدم تقدير الذات والحساسية الزائدة.

وهنا أود أن أقول لك: إن أمك تحبك، وتتمنى لك الأفضل ولا تقصد الضرر، ولكنها لا تحسن التعبير، ربما بسبب الأعمال اليومية المثقلة على عاتقها، فيمكنك أن تساعديها في الاعمال المنزلية والتقرب منها بالكلمة الطيبة وتطلبي رضاها، وأخبريها أنك بحاجة إليها وإلى دعائها لك وهكذا، وكل ما عليك الآن هو محو الألم والفكرة السلبية عن نفسك، وارسمي لنفسك صورة تحبينها.

نعم -يا بنيتي- إنها أيام معدودة على بدء امتحانات الثانوية العامة، وأغلب الطلاب بحاجة إلى تحفيز لإيقاظ الضمير الدراسي، وهناك بالفعل بعض الخطوات التي تساعد على تخطي هذه المرحلة المهمة والمفصلية في الحياة الدراسية، والتي ينتقل فيها الطالب لمرحلة حاسمة تحدد مستقبله الأكاديمي والمهني، وجميل منك أنك تطمحين للتقدم والنجاح، وطلبك نصيحة لإيقاظ الضمير الدراسي خير دليل.

إن إيقاظ ضميرنا الدراسي يبدأ من أنفسنا، فكلنا يعرف جيدا ما الذي يعطله عن المذاكرة، ولهذا فإن الخطوة الاولى تتمثل في التخفيف كثيرا من كل ما يبعدك عن الدراسة، لا بد من تهيئة مكان الدراسة لكي يكون محفزا ومريحا لك على المذاكرة، ابدئي بمذاكرة المواد التي تحبينها، المواد السهلة ثم الأصعب، يمكنك التشجع من خلال مجالسة أولئك الذين يحبون ويسعون للدراسة، فالاقتداء بهم يشجعك كثيرا لإيقاظ ضميرك الدراسي كلما غفلت عنه.

ويمكنك أيضا رفع الفروض المنجزة على لوح خشبي أو على الحاسوب الآلي، وهذا يسهل عليك مقارنة -كيف كنت- وكيف أصبحت، حتى تتمكني من مواصلة الدراسة بنشاط وهمة عالية، كما أنه يسهل عليك تذكر المعلومات.

ولا تنسي أن تكافئي نفسك بعد إنجاز الفروض المطلوبة في امتحانات الثانوية العامة، وذلك من خلال الخروج للتنزه أو التسوق، ولا مانع للذهاب إلى مصففة الشعر وتغيير تسريحة الشعر، ولا تنسي أن تتناولي طعاما صحيا وهناك بعض الأطعمة التي تساعد على التركيز والتحصيل الجيد مثل: الخضروات، البيض، الزبادي، الشوفان، الأسماك، الإكثار من شرب الماء.

وأخيرا أقول لك: إن استطعت التغلب على العادة السرية وعادة نتف الشعر والتخفيف من حساسيتك؛ فإن دافعيتك على التعلم ستصبح أفضل، لأن الدافعية والحالة النفسية للتعلم مرتبطان ببعضهما البعض.

وهنا أذكرك بقول الأديب السباعي: "سر النجاح في الحياة أن تواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة العاصفة"، أسأل الله لك الصبر والثبات، ولك في هذا الطير حكمة، فهو لا يعرف معنى اليأس، ويعيد بناء العش الذي هدمته العاصفة.

مع تمنياتي لك بالنجاح والتألق والتميز بنيتي هند.

مواد ذات صلة

الاستشارات