خوف ورهاب اجتماعي، فما سبب هذه الحالة؟

0 18

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ صغري من الخوف من الأمراض والرهبة الاجتماعية، يأتيني شعور غريب في حياتي على شكل نوبة، وهي برودة في الأطراف، وتعرق، ودوخة، وغثيان، وضربات سريعة في القلب، وشعور أنني على وشك أن يغشى علي.

عملت جميع الفحوصات من تحليل للسكر، والغدة، وإيكو للقلب، وقال لي الطبيب: إنك تعاني من ارتخاء الصمام الميترالي وارتجاع طفيف جدا لا يسبب تلك الأعراض، ومارس الرياضة كما تشاء، والعب كمال الأجسام وكل شيء، إذا ما هذه الحالة؟

جميع فحوصاتي سليمة فلماذا أشعر بهذا النوبة، وما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، أخي بالفعل ما وصفته من حالة تعاني منها ناتجة مما يسمى بقلق المخاوف، وقلق المخاوف أخي الكريم عامة أسبابه غير معروفة، لكن في بعض الناس قد تكون الشخصية أصلا قلقة أو الإنسان تعرض لنوع من الخوف في صغره ولذا اكتسب هذا الخوف، وبعض الناس أيضا تجد أن العوامل الوراثية قد لعبت دورا في ذلك، بمعنى أنه يوجد في الأسرة من يعاني من الوسوسة أو الاكتئاب أو الخوف، فيا أخي الكريم هذه هي الأسباب المعروفة.

لكن نستطيع أن نقول في معظم الناس لا نجد سببا أبدا، والمخاوف لها مكون نفسي يظهر في شكل خوف، ورهبة، وشعور بدنو المنية في بعض الأحيان هذا يحدث لبعض الناس، ويكون هنالك عدم ارتياح شديد وتوجد مكونات جسدية أعراض جسدية منها الأعراض التي شعرت بها، البرود في الأطراف، التعرق، الدوخة، الغثيان، تسارع ضربات القلب والسبب في هذه الأعراض الجسدية هو أن نشاط الجهاز العصبي اللإرادي أو ما يسمى بالجهاز السيمبساوي يزداد، لأنه تحدث زيادة إفراز في مادة الأدرينالين، يأتي استشعار من الدماغ أن هنالك مصدرا للخوف، والإنسان يتعامل مع الخوف أما أن يهرب منه وأما أن يواجهه، ولذا تظهر الأعراض، إذا قابل الإنسان مثلا أسدا إما أن تقاتل هذا الأسد وإما أن تهرب منه، وفي الحالتين ينشط الجهاز العصبي اللإرادي، مما يؤدي إلى زيادة إفراز مادة الادرينالين وتظهر كل الأعراض التي ذكرتها.

أرجو أن يكون هذا التوضيح واضح بالنسبة لك وأعتقد أنه كذلك.

بالنسبة لارتخاء الصمام الميترالي هذه علة شائعة جدا، وهي بسيطة ولا تعتبر مرضية، كما أن الارتجاع أيضا أمر منتشر ولا نعتبره مرضا إنما هي نوع من الظواهر، الحمد لله يا أخي العلاج ليس بالصعب أولا: تفهم هذه الحالة كما شرحناه لك، والأمر الآخر أريدك أن تقتنع قناعة كاملة أنها ليست حالة خطيرة، حتى وإن كانت مزعجة بالنسبة لك، والمهم جدا في العلاج أيضا هو التجاهل، أن تتجاهل هذه الحالة تجاهلا تاما، وأن تحقر فكرة الخوف وأن تواجه الخوف، مثلا إذا كانت لديك الخوف من مقابلة الناس كما ذكرت، لا تكثر من مقابلة الناس، وتقول لنفسك أنك لست بأصغر من الناس ولست بأقل من الناس، ولست بأحقر من الناس فلماذا أنت تقلل من شأنك يا أخي، وطرق العلاج للرهاب الاجتماعي سهلة جدا إذا طبقها الإنسان.

عليك بالصلاة في المسجد الصلوات الخمس؛ هذا نوع من التعرض الاجتماعي الممتاز في مكان آمن، فيه ذكر الله تعالى، فهنا تأتي لك إن شاء الله تعالى خيرات الدنيا والآخرة، فإذا الصلاة مع الجماعة تعرض نفسي ممتاز، ممارسة الرياضة الجماعية مع بعض الأصدقاء، أن تخرج وترفه عن نفسك مع أصدقاءك هذا أمر طيب، أن تلبي دعوات الأعراس والأفراح هذا أمر عظيم، أن تشارك الناس في أطراحهم، تقدم واجبات العزاء، تمشي في الجنائز، تزور المرضى في المستشفيات، التواصل الاجتماعي بجميع أنواعه يا أخي أمر مهم وضروري ومفيد، بقي بعد ذلك أن نقول لك أنه توجد علاجات دوائية، هنالك عقار يعرف باسم سيرترالين من أفضل الأدوية.

إن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي فأرجو أن تقوم بذلك، وإن لم يكن ذلك ممكنا يمكن أن تتحصل على السيرترالين والذي يسمى زوالفت تجاريا تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة 25 مليجرام يوميا لمدة 10 أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة واحدة لمدة أربعة أشهر حبة يوميا لمدة أربعة أشهر ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات