كيف أتخلص من آثار البروزاك؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من اكتئاب منذ 15 سنة، وجربت جميع مضادات الاكتئاب والذهان والصرع والقلق، وكان التحسن جيد، ومن ثم في عام 2015 صرف لي سيركويل 50، وبروزاك 20، وذهب الاكتئاب مدة سنة كاملة، وفجأة أصابني شيء غريب مثل النار في جسدي، وعاد الاكتئاب أقوى من السابق، وأصبت بهلاوس وخوف ووسواس وتوتر وعدم نوم وبكاء من هول الألم النفسي.

ذهبت إلى طبيب نفسي، وأخبرني أن ما حصل بسبب البروزاك، والذي أصابني هو عرض جانبي نادر، عدم استقرار شديد، علما أنه قبل البروزاك كان الاكتئاب متوسطا، والآن أصبح شديدا جدا، لا أنام ولا أضحك ولا أستطيع الوقوف.

أبحث عن علاج لآثار البروزاك ولم أجد، علما أن الطبيب صرف لي علاجات القلق المعمم لتخفيف هذا العرض الجانبي للبروزاك، البروزاك قتلني ودمر حياتي، أرجو المساعدة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا تفهمت رسالتك تماما، وحقيقة ما يسمى بمتلازمة البروزاك نادرة الحدوث، وتحدث دائما في بداية العلاج بالبروزاك، وأنت كنت تستعمل البروزاك من فترة، لكن سبحان الله ربما يكون أنت من الحالات النادرة التي تحدث لها متلازمة البروزاك، وهي بالفعل فيها الكثير من التوتر وآلام جسدية وشيء من هذا القبيل.

أنا أؤكد لك أن هذه الحالة بعد أن تتوقف من البروزاك سوف يختفي أثرها تماما، لأن الإفرازات الثانوية للبروزاك - مركب البروزاك هو فلوكستين – والإفراز الثانوي يسمى (نورفلوكستين) – تختفي تماما بعد عشرة أيام من التوقف عن الدواء، بمعنى آخر: أن هذه المتلازمة من وجهة نظري يجب أن تكون قد انتهت تماما.

الذي أنصحك به هو ممارسة رياضة، ممارسة بعض التمارين الاسترخائية الخفيفة، ويوجد عقار يسمى (ترازيدون) معروف، أحد مضادات الاكتئاب القديمة، لكنه مريح جدا، وهناك بعض التقارير التي تقول أنه مفيد في هذه المتلازمة. يمكن أن تشاور طبيبك حوله، والجرعة هي أن تبدأ بخمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلا. الترازيدون دواء رائع، دواء مفيد جدا، لكن يحبذ – أخي الكريم – أن تشاور الطبيب فيه.

كما أن تناول جرعة صغيرة من عقار (سلبرايد) والذي يسمى تجاريا (دوجماتيل)، تتناوله خمسين مليجراما، صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عنه، أعتقد أن ذلك سوف يكون مفيدا جدا لك خاصة في الأعراض النفسوجسدية.

تمارين الاسترخاء مهمة، خاصة تمارين التنفس التدرجي، وتمارين شد العضلات واسترخائها، مهمة جدا، يمكن لطبيبك أن يحولك للأخصائي النفسي لتتدرب على هذه التمارين. كما أنه توجد برامج كثيرة جدا توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، هذه البرامج موجودة على اليوتيوب.

أخي الكريم: حتى تصرف انتباهك عن هذه الأعراض يجب أن تحسن إدارة وقتك، وأنا ألاحظ في خانة الوظيفة أنه ليس لديك عمل، أخي: لا بد أن تبحث عن عمل، قيمة الإنسان في العمل، والعمل يؤهل الإنسان ويرفع من الكفاءة النفسية والكفاءة الجسدية والكفاءة الاجتماعية، لا بد أن تبحث عن عمل، مهما كانت الظروف، ومهما كانت فرص العمل قليلة، ابحث واجتهد، و-إن شاء الله تعالى- يرزقك الله بوظيفة تستفيد منها من جميع النواحي.

الحرص على الصلوات في أوقاتها، والتواصل الاجتماعي أيضا هو نوع من العلاج التأهيلي للاكتئاب النفسي، هنالك دراسات أثبتت الآن أن أكثر الذين يتخطون الاكتئاب بنجاح – وحتى بدون أدوية – هم الذين يحرصون على التواصل الاجتماعي، والقيام بالواجبات الاجتماعية، تجدهم لا يتخلفون عن دعوات الأفراح مثلا – الأعراس وخلافه – يمشون في الجنائز، يقدمون واجبات العزاء، ينخرطون في الأعمال الخيرية، يزورون المرضى، يصلون الأرحام.

هذه الأمور الآن أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، وأنا حقيقة ألاحظ هذا على الذين يترددون علي في العيادات من الأخوة والأخوات، كل يحرص على التواصل الاجتماعي والقيام بالواجبات الاجتماعية، مع ممارسة الرياضة، وحسن تنظيم الوقت أيضا، هذه آلية علاجية كبيرة جدا، فاحرص على ذلك – أخي – ونحن سعداء جدا بثقتك في الشبكة الإسلامية.

مواد ذات صلة

الاستشارات