كيف أتعامل مع تصرفات حماتي غير المقبولة اجتماعيًا؟

0 21

السؤال

السلام عليكم..

نشكركم على مجهودكم الرائع عبر هذا الموقع المميز .. وفقكم الله..

حماتي (أم زوجتي) تقضي معنا هذه الأيام فترة زيارة عائلية حيث نعيش في إحدى البلدان العربية، وقد طالت فترة الزيارة المخطط لها شهر واحد، ولكن نظرا للظروف الراهنة من إقفال المطارات وخلافه، ندخل الآن في الشهر الثالث من الزيارة..

هذه المرأة كانت لي علاقة طيبة معها واحترام متبادل، لكن كنت ألقاها قبل ذلك لفترة محدودة، وكانت علاقتي بها على أحسن ما يكون، ولكن خلال هذه الفترة تغير الوضع، واكتشفت أنها تعبد رأيها، ولا تكترث للآخرين ولا لآرائهم، عنيدة وتصادر آراء الناس، وتفرض رأيها بمنتهي الإصرار من أبسطها إلى أكبرها، ابتداءا من ماذا نأكل؟ وماذا نشاهد؟ وكيف ننام؟ وأين نذهب؟ وهذا كله هين، وأقدر على أن أتعايش معه، والواجب يحتم علينا احترامها وإكرامها؛ لأنها ضيف عندي، ولكبر سنها.

لكن هناك صفة واحدة لم أستطع البوح بها لأحد غيركم، ولن أستطيع أن أتحدث بها مع زوجتي أو أهلي أو أصدقائي؛ لأن المسألة غاية في الحساسية، وفي نفس الوقت لن أستطيع التعايش معها أو تحملها، وهذه الصفة هي القرف وكثرة البصاق على الأرض، لا تستطيع أن تتخيل الرائحة الكريهة اللتي تنبعث من المكان الذي تجلس فيه، والأريكة والسجادة اللتي حولها أو الغرفة التي تنام فيها، رائحة كريهة لدرجة لا تحتمل، ومعلوم لديكم أن البصاق يحتوي جراثيم، وأنا لدي طفلة عمرها 8 أشهر تسبح في هذا البصاق والجراثيم والرائحة النتنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو زينب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


الأخ الكريم: أبو زينب، تحية طيبة ونشكرلك طلبك للاستشارة ونسأل الله لنا ولك الهداية والرحمة.

مشكلتك كما طرحتها: زيارة والدة زوجتك وبقاؤها معكم منذ ما يقارب الثلاثة أشهر بسبب إقفال المطارات، نظرا للظروف الراهنة، إضاقة إلى تدخلها الزائد في أموركم اليومية و"عادة البصاق".

بداية: أسعدنا استضافتك والدة زوجتك وتحملك وصبرك على ما يصدر من أخطائها، وتدخلها في كل أموركم الحياتية، كما أنني أتفهم ما يزعجك، ولا أنكر أن الأمر صعب ويحتاج إلى حكمة وروية، وهذه هي طبيعة الحياة فلا تصفى لأحد، ولو صفت لأحد لصفت للحبيب المصطفى نبينا الأكرم، ولا تنسى أن والدة زوجتك ستعود قريبا إلى بيتها، وكما تعلم -أخي الكريم- كثير من الدول بدأت خطط العودة التدريجية الآمنة لفتح مطاراتها أمام المسافرين.

أنا أرى أن أفضل حل لمشكلتك مع والدة زوجتك هو تجاهل ما يصدر منها، واحتسب صبرك وأجرك عند الله، وليكن منهجك منهج رسول الله حين قال:" من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه".

وأظن أن خروجك وانشغالك في عملك ومع أصحابك سوف يقلل الفرصة على والدة زوجتك بأن تتناقش معك في أي أمر، فأنصحك أن لا تمضي وقتا كبيرا بالتركيز على المشكلة حتى لا تزداد وتكبر وتؤثر على علاقتك بزوجتك.

كما أنني أحي فيك حكمتك في كتمان ما رأيت من عادة سيئة تعاني منها والدة زوجتك وهي" عادة البصاق"، فكثير من الأزواج اصحاب العقول الراجحة لا يكشفون للآخرين عن هكذا أمور.

ويمكنك أن ترى المشكلة من زاوية أخرى، لعلك تتوصل الى حل وتتقبل ما يحصل في بيتك وهو: أن تعتبر أن هذه المرأة التي تقيم معكم هي والدتك وتتصرف نفس الشيئ مع زوجتك فكيف سيكون موقفك ؟ وما هي ردة فعلك؟ يمكنك أن تفكر وتجيب نفسك .. وتأكد كما تدين تدان، كما تعامل وتتحمل وتصبر على أم زوجتك سوف يرجع ذلك لك، وتذكر قول نبينا الأكرم:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

أما فيما يخص عادة البصاق، وما تعاني منه والدة زوجتك:
لا شك أنه أمر منفر وعادة اجتماعية سيئة، ولا يتقبلها الناس لما تترك من آثار نفسية، ولكن بالمقابل هذا الأمر له أسبابه الطبية والنفسية، وأظن أنها بحاجة للذهاب إلى الطبيب لمعرف السبب وتحديد العلاج، ولا أظنها تتصرف عن قصد.. ولطالما ذكرت خلال استشارتك أن والدة زوجتك تتسم بالعناد ولا تتقبل الرأي والرأي الآخر فأظن انه من الصعب الطلب منها الذهاب للطبيب، فكل ما عليك وحفاظا على علاقتك مع زوجتك وأهلها تحمل ما تبقى من هذه الزيارة بدون جلب المشاكل لأنفسنا أو لمن نحب والله المستعان.

وأخيرا نقول لك : الصبر ثم الصبر على البلاء، ثم الدعاء أن يصلح الله الحال.

وفقك الله وأسعدك مع أسرتك في الدارين.

مواد ذات صلة

الاستشارات