السؤال
أنا طالبة متفوقة في المدرسة، ومنذ دخلت المدرسة وتقديري دائما ممتاز، وعندما وصلت الصف العاشر كان علي الاختيار أي الفروع سأدخل؛ فاخترت الفرع العلمي، وأنا الآن في الصف 11 أي في السنة القادمة سأقدم التوجيهي آخر صف في المدرسة، وبعدها أدخل إلى الجامعة، ولكن هذه المقدمة.
أما المشكلة فهي أنني عندما دخلت الصف 11 بعد أن اخترت الفرع العلمي صدمت بأنني لم أعد قادرة على الحفظ إلا بصعوبة، وأنسى ما حفظته بسرعة، وكذلك أصبح استيعابي قليلا، ولكنني لم أكن كذلك في حياتي، فقد كنت أحفظ بسرعة وأستوعب بسرعة، لكنني لا أعرف ما الذي حصل لي هذه السنة؟
وهذا لا ينطبق على المدرسة فقط إنما في حياتي العامة أيضا فأصبحت أنسى كثيرا ما يقال لي، وكذلك لا أفهم ما يقوله الناس إلا بعد أن يقولوه أكثر من مرة؛ لذلك أرجو مساعدتي والرد علي بسرعة لأن علاماتي بدأت بالانخفاض وحياتي تزداد سوءا يوما بعد يوم، وكذلك أشعر بأنني أكون غائبة عن الوعي لأن أخطائي في الامتحان تكون تافهة ومعلومات اعرفها وأكتب الإجابات وأنا غير مدركة لما أكتبه.
ونسيت أن أخبركم بأمر هو أنني أعاني من مشكلة وهي زيادة 7 كغم في وزني، وأنا أحاول أن أتخلص منها منذ سنتين ولكنني لا أستطيع، وأفشل دائما ولا زلت أحاول حتى الآن فلا أعلم إن كان لهذا دخل في مشكلتي أم لا!
وأنا شخصية مترددة ومتقلبة، وليس لدي ثقة في نفسي، وكذلك لا أستطيع أن ألتزم بفعل أي شيء، ففجأة تجدني متحمسة لأمر وأريد أن أفعله، ولكن بعد فترة قصيرة جدا من البدء بعمله أمل وتفتر إرادتي وأفشل في الالتزام به؛ لذلك أنا لا أستطيع أن ألتزم بفعل أي شيء مهما كان بسيطا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ رندة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا التغير المفاجئ الذي حدث في صحتك النفسية لابد أن يكون له بعض الأسباب التي أدت إليه، وليس من الضروري أن تكون الأسباب من الأحداث الكبيرة أو الصعبة أو المؤلمة، فأنت في مرحلة حرجة من العمر فيها الكثير من التطورات البايولوجية والوجدانية والعاطفية، وكذلك تعتبر هذه المرحلة مرحلة مهمة من ناحية البناء النفسي لشخصيتك، وعليه فالشيء الذي أود أن أنبه عليه أولا: أن تبحثي إن كانت هنالك أي أسباب أدت لهذا التغير المفاجئ، ومن ثم تحاولي أن تجدي الحلول لأي صعوبات قد تكون هي التي أدت إلى الحالة الاكتئابية التي وردت في رسالتك.
وكما ذكرت لك فهذه الحالة هي نوع من الاكتئاب النفسي، والذي أصبحنا نجده كثيرا وسط الشباب والفتيات في عمر اليفاعة.
من الأشياء التي سوف تساعدك كثيرا هو أن تنظري بإيجابية إلى المستقبل، فأنت والحمد لله صغيرة في السن، ولا شك أن أمامك أياما طيبة ومستقبلا باهرا، ولكن ذلك يتطلب التفكير الإيجابي والدراسة بجدية، والتركيز على ذلك، وأن لا تجدي لنفسك الأعذار التي سوف تقلل من تحصيلك الدراسي.
ربما يكون لشخصيتك بعض الأثر السلبي على صحتك النفسية، ولكن أرجو أن لا تقيمي نفسك بصورة سلبية؛ حيث أن ذلك لن يكون مفيدا لك أبدا.
يجب أن لا تقللي من قيمة ذاتك، وأن لا تعتقدي أنك مترددة ومتقلبة، ويصعب عليك الالتزام بشيء معين، فأرجو محاربة هذا الشعور السلبي.
سيكون من المفيد لك جدا تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وهنالك دواء من الأدوية الجيدة يعرف باسم تفرانيل، وهو من الأدوية القديمة ولكنه فعال وجيد وسليم، والجرعة التي يمكنك أن تبدئي بها هي 25 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بمعدل 25 مليجرام أيضا بعد أسبوعين لتصبح 50 مليجراما، وتستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 25 مليجرام (حبة واحدة) لمدة شهرين، بعدها يكون قد انتهى العلاج الدوائي.
سيكون أيضا من المفيد لك أن تنتظمي في النوم، وتأخذي القسط الكافي من الراحة، كما أن الدراسة في الصباح خاصة بعد صلاة الفجر تعتبر جيدة؛ حيث أن في هذا الوقت يتحسن الاستيعاب والتركيز لدى الإنسان.
وبالله التوفيق.