السؤال
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر ٢٠ عاما، تمت خطبتي منذ نحو ٦ أشهر، وزواجي بعد ثلاثة أشهر تقريبا.
أنا من عائلة متدينة ومحافظة، ولها سمعتها الحسنة، وخطيبي هو شخص متدين كما سألنا، ومحافظ على صلواته وذو خلق حسن، ويتصف بالحياء ومحب لعمله.
عائلته غير ملتزمة وسمعتها ليست جيدة، وكثر الكلام كيف أن أهلي وافقوا على تزويجي من هذه العائلة؟ أشعر بالضيق من كلام الناس، وأفكر بفسخ الخطبة.
يستمرون بنشر الشائعات حول أنه يدخن وهو لا يفعل أو حول أي شيء سلبي، لا أعلم هل أنا مرتاحة للخطبة أو لا؟
علما بأنني عندما رأيته لم يكن الشخص الذي رسمته ببالي شكليا، أصبحت أرى الكوابيس من كثر التفكير، حلمت بأنه أتى لرؤية أبي وكان وجهه قبيحا، والناس في الحلم يقولون: كيف تتزوج من قبيح، وهو ليس كذلك أبدا في الواقع.
أيضا أصبحت تأتيني وساوس كثيرة، أخاف بأنني لا أصبح سعيدة بعد زواجي، أخاف بأن لا تتوافق شخصياتنا وأتطلق، وخاصة بأنني شخصية صامتة وحساسة، وأحيانا سريعة الغضب، دائما أفكر بأن العيش والبقاء بجوار أهلي أفضل من الزواج والمشاكل، أيضا استخرت كثيرا قبل الموافقة على الخطبة وبعد الموافقة، وإلى الآن وأنا أدعو في الصلاة بأن يشرح الله لي صدري، ويسعدني ويقدر لي الخير.
أخبروني هل هذه الوساوس طبيعية تحدث لكل مقبل على الزواج؟ وهل أستمر في الخطبة حسب رأيكم؟ لا أعلم ماذا أفعل؟ ساعدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك ثقتك فينا وتواصلك معنا، ونسأل الله أن يسعدك في الدارين، ويقدر لك الخير حيث كان.
نصيحتنا لك – أيتها العزيزة – بعد أن استخرت الله تعالى وشاورت الثقات من أهلك، وأقدمت على الموافقة على الخطبة، نصيحتنا لك أن تستمري على الخطبة وألا تترددي في إكمال الزواج وإتمامه، وما ذكرته من أوصاف خاطبك – الأوصاف الحسنة – يكفي للقبول بهذا الزوج، ولا يشترط أن يكون جميع أسرته أو عائلته على ذلك النحو، ما دام هو صالح للزواج، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
لا تبالي كثيرا بكلام الناس، فالناس قد يتكلمون بدوافع عديدة، قد يتكلمون بغير شعور بالمسؤولية لما يترتب على كلامهم، لمجرد الانتقاد، وقد يتكلمون أو يتكلم بعضهم على الأقل بدافع حسد، وقد يتكلمون لدوافع أخرى، فلا تلقي بالا لكلامهم، ويكفي أن تستشيري العقلاء المصلحين من قراباتك الذين يمكنهم معرفة أحوال هذا الشخص، فإذا أشاروا عليك بالإتمام والإكمال فلا تترددي في ذلك.
لا تفكري أبدا بأن البقاء بغير زواج أفضل من التزوج، ففي الزواج خير كثير ومنافع كثيرة دينية ودنيوية، وقد شرع الله تعالى لنا الزواج وحثنا عليه نبينا صلى الله عليه وسلم لما يعلمه سبحانه وتعالى من المنافع التي يجنيها الإنسان بهذا الفعل، فلا تترددي أبدا في إكمال الزواج والإقدام عليه، وأصلحي حالك مع الله تعالى وسيتولى أمرك، واجتهدي بعد الزواج في إسعاد زوجك ونيل ثقته والإحسان إليه، وستجدين منه إن شاء الله تعالى المعاملة بالمثل.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفقك لكل خير.