السؤال
السلام عليكم.
عمري ١٧ سنة، مغترب في بلد أوروبي، وكنت أعاني منذ سنوات من عقد نفسية بسبب الحرب في غزة ولكن -الحمد لله- تخطيت كل هذا.
تعود الأعراض كلما جلست في المنزل لفترات طويلة بلا اختلاط بالأصدقاء، وتختلف مخاوفي كل مرة، لكن منذ بداية الحجر المنزلي عاد القلق بصورة جديدة، أصبحت أخاف بشدة من الأمراض، ولا أنفك عن التفكير فيها.
الآن بعد ٣ شهور من الحجر خفت أعراض القلق من الأمراض العضوية، لكن كل تفكيري منصب على الأمراض النفسية، مثلا أخاف من الجنون أو الفصام، وتذهب كل هذه المخاوف عندما أتكلم مع أحد، أو أخرج وأرى الناس، لكن هذا أمر صعب حاليا بسبب الحجر المنزلي، فكيف أتوقف عن هذا التفكير، وأصب تفكيري على ما ينفعني؟ علما أني طالب متفوق وقارئ نهم للأدب والتاريخ والسياسة.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فعلا زادت الاضطرابات النفسية في فترة مرض الكرونا مما جعل منظمة الصحة العالمية تكتب توجيهات وإرشادات لكيفية التعامل مع الاضطرابات النفسية المصاحبة لوباء الكرونا، ووجد أن الناس الذين كانوا يعانون من مشاكل نفسية أكثر عرضة لحدوث هذه المشاكل أثناء الحجر الصحي المنزلي، وبالذات القلق والتوتر – أخي الكريم -.
أولا: عليك بممارسة الرياضية في البيت يوميا لنصف ساعة، لا بد من ذلك لأنها تؤدي إلى الاسترخاء.
ثانيا: يجب أن يكون عندك روتين في المنزل لكي تشغل به وقتك:
- تواصل مع الأصدقاء عن طريق الواتسب والفيسبوك، طالما ليس هناك طريقة الآن لمقابلتهم نسبة للحجر المنزلي.
- تجنب تتبع أخبار الكرونا والمرض بصورة مكثفة من خلال التلفزيون.
- وطبعا الاطلاع والقراءة مهمة، واصل في القراءة الآن وبالذات في الأشياء التي تحبها.
- قم بمساعدة الأسرة في المنزل في الترتيب وعمل أشياء معينة في المنزل.
- احرص على فروض الصلاة والنوافل، واحرص على الأذكار وتلاوة القرآن والدعاء.
كل هذا يؤدي إلى الاسترخاء والطمأنينة والسكينة، وتبعد عنك القلق والتوترات، ويمكنك أيضا ممارسة الاسترخاء عن طريق تمارين التنفس (الشهيق والزفير)، بأخذ نفس عميق وإخراجه خمس مرات، وتكرر هذا التمرين لعدة مرات، ويمكن أيضا ممارسة الاسترخاء عن طريق شد وقبض مجموعة من عضلات الجسم، تشد مجموعة من العضلات ثم ترخها عدة مرات، وأيضا هذا يؤدي إلى الاسترخاء البدني، وبالتالي هذا يؤدي إلى الاسترخاء النفسي.
وفقك الله وسدد خطاك.