السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أعيش في أمريكا، عندما سافرت لم أكن ملتزمة بديني، ولكن -الحمد لله- التزمت وبدأت بالصلاة وقراءة القرآن الكريم أكثر، ولكن لدي مشكلة كبيرة جدا.
في أمريكا عندهم المسلمون إرهابيون، وعندما علمونا في صفوف التاريخ في أمريكا عن الإسلام، علمونا بطريقة خاطئة وضحلة، في هذا الوقت كنت أسمع الكثير من وجهات النظر عن ديننا ولم أكن أخبر أي أحد عن ديني لكي أرى إن كان هذا الشخص صحبة جيدة أم لا.
عندما أصلي أو أشاهد فيديو ديني تعليمي تأتيني أفكار كفر تفزعني، تشككني بعقيدتي وبالله وبرسوله، ولكنني أستغفر الله وأستعيذ من الشيطان، وأبكي بسبب تأنيب الضمير والخوف من أن الله سيعاقبني دنيا وآخرة، هذه الأفكار ترتبط بما علموه لنا في المدارس فيفزعني أكثر لأنني لست في دولة عربية، وأخاف أن أضيع، حتى تعبت نفسيا.
عندما أفكر بهذه الأفكار أثناء الصلاة وقراءة القرآن فإن قلبي يؤلمني وريقي يؤلمني، ويكون عندي إحساس كبير للبكاء، وفي رحلة التزامي هذا الشيء يربكني، فمن فضلكم قولوا لي: هل الله -سبحانه وتعالى- سيحاسبني على هذه الأفكار، لأنها بلا شك أفكار شيطانية لعينة تنتمي إلى الكفار؟
أرجو النصح.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذا العرض الرائع للسؤال، ونحمد الله الذي هداك للإسلام، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك الطمأنينة واليقين والسعادة والآمال.
أنت -ولله الحمد- على خير، فاثبتي على ما أنت عليه، واعلمي أن هذه الوساوس لا تضرك شيئا، بل هي دليل على صريح الإيمان، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما عرض عليه الصحابي أفكار إلحادية تأتيه في ذات الله -وأمور كبيرة- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أوجدتموه؟ ذاك صريح الإيمان)، ثم قال: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)، فأنت مأجورة على هذا الرفض لتلك الأفكار الخاطئة، وعلى هذا الانزعاج من تلك الأفكار الخاطئة، واحمدي الله الذي رد كيد الشيطان إلى الوسوسة.
معنى هذا الكلام أن الشيطان الرجيم (عدونا) لا يستطيع إلا أن يزعجك بهذه الوساوس، ورفضك لها دليل على كمال إيمانك، فاثبتي على ما أنت عليه، وإذا جاءت هذه الأفكار فعليك بالتالي:
أولا: تعوذي بالله من الشيطان.
ثانيا: قولي (آمنت بالله).
ثالثا: انتهي، يعني: انصرفي إلى أفكار أخرى، قابليها (بالتطنيش) والإهمال، ولا تسترسلي معها، ولا تستجيبي لما تلح عليك من أسئلة، واعلمي يقينا أن الله لا يحاسبك عليها، فليس هنالك داع للانزعاج، وليس هنالك داع للحزن، فإن هذا من الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، لكن -الحمد لله- كيد الشيطان ضعيف، فلا يستطيع أن يلحق بك الضرر، ولكن تحتاجين لهذا الفقه: تعوذي بالله من الشيطان، وقولي (آمنت بالله)، وانصرفي إلى الجد والعمل والعبادة، أي عمل يشغلك عن مثل هذه الأفكار وهذه الوساوس.
وننصحك أيضا بزيادة ثقافتك الشرعية، والثبات على هذا الدين، بل الدعوة بين صديقاتك ومعارفك إلى الثبات على هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله -تبارك وتعالى- به، فإنه لا سعادة للإنسان ولا سعادة للبشرية إلا بالعودة للدين الذي أنزله خالق البشرية، {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}.
نكرر: أنت على خير، وهذه أفكار وسواسية لا قيمة لها، والله لا يحاسبك عليها، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وهذا فوق طاقتنا، لكنه معفو عنه، لكنك على خير، لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر فقال: (الله أكبر، الله أكبر، أوجدتموه؟ ذاك صريح الإيمان، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)، فاطمئني إلى ما سمعت، واثبتي على دين الله، وأبشري بالخير.
كثر الله من أمثالك من بناتنا الصالحات العائدات إلى الله، وكتب لك توفيقه والسداد، وشكرا لك على تواصلك مع الموقع.