الوسواس القهري يؤلمني.. فماذا أفعل؟

0 19

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خير الجزاء على ما تبذلونه من جهد.

مشكلتي كما هي في العنوان الوسواس القهري، معاناتي مع هذا الوسواس طويلة جدا 15 سنة وللأسف لم أتلق أي مساعدة طبية خلال هذه المدة، مررت بعدة مراحل، فقد تلون هذا الوسواس، مرة وسواس طهارة، ومرة وسواس الموت، والنية ووساوس دينية...

كانت تأتي مدة من الزمن يختفي هذا الوسواس، وأكون مرتاحة، ولكن في شهر رمضان الماضي اشتد علي مرة أخرى، وقد مر علي بكل أنواعه، لكن أشدها على نفسي -وكلها شديدة- الوساوس الدينية، حتى الحديث فيما يأتيني من أفكار صعب علي جدا، فقد أصبحت بمجرد تصفح مواقع التواصل الاجتماعي تأتيني وساوس دينية، رغم أني لا أدخل أبدا لمواقع غير جيدة، وحتى عندما أبحث عن حكم شيء ما يوسوس لي بأني أعترض على ذلك الحكم، -أستغفر الله-، وأنا أحاول جاهدة مجابهتها ودحضها بالمنطق لأثبت خطأ ما يدعي هذا الوسواس، لكن هذا يزيد الأمر بلة.

والمؤلم أنني أحس بأن هذه الأفكار مني، والله يشهد أني أرفضها، وأود الإشارة أنه تأتيني لحظات طمأنينة خلالها أفكر بشكل منطقي بحيث إن تصفحت مواقع التواصل، أو بحثت عن أحكام لا تأتيني تلك الوساوس، -والحمد لله-.

فأرجو أن تلقى رسالتي منكم الاهتمام وأشير إلى أني قررت أن أذهب لطبيب نفسي بعد انتهاء الحجر الصحي -إن شاء الله تعالى-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

بالفعل أنت تعانين من وساوس قهرية، والوسواس يأتي في موجات تزيد وتنقص، والوساوس الدينية موجودة في منطقتنا كثيرة جدا، واطمئني أيتها الفاضلة الكريمة أن هذه الوساوس أصابت أفضل القرون، حيث إن أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكوا منها، التعامل مع الوساوس الدينية من الضروري جدا أن ندحضها من خلال تجاهلها، وليس من خلال إخضاعها للمنطق أو البحث عن الحقيقة، أو التنقل بين المشايخ والمواقع من أجل الفتيا والصواب وهكذا.

هذا يثبت الوسواس ويجعل الوسواس أكثر استحواذا، لا بد أن يكون هنالك صرامة من جانبك في تحقير الوسواس وتجاهل الوسواس، بل مخاطبة الوسواس، أنت وسواس حقير، لن أهتم بك، أنت تحت قدمي وهكذا، تنفير الوساوس يكون من خلال تجاهلها وتحقيرها، والوسواس حقيقة يتشعب كثيرا ويكون أكثر استحواذا وإلحاحا إذا ناقشه الإنسان، أو حاوره، أو حاول أن يصل معه إلى نوع من المنطق، والرسول صلى الله عليه وسلم نصحنا أن نقول، قال لمن اشتكى من الوساوس، "قل: آمنت بالله ثم استقم" وأرشد إلى الاستعاذة منه قائلا: "فليستعذ بالله ولينته" يعني لا تحاور، ولا تناقش، إنما المقصود هو التجاهل والتحقير.

أنا أبشرك بشارة كبرى جدا، أن الوساوس الفكرية تستجيب للعلاج الدوائي بصورة رائعة جدا، هذا أثبت من خلال التجارب ومن خلال ممارساتنا العملية، وأنت ذاهبة للطبيب النفسي، وأنا سعيد جدا بهذا، هنالك أدوية الخط الأول، ومن أفضلها عقار فلوكستين بروزاك، كذلك عقار فافرين، عقار سيرترالين، عقار سيبرالكس، لدينا حقيقة مجموعة رائعة جدا من الأدوية، فما دامت ذاهبة للطبيب أن أترك لطبيبك الكريم أن يقرر لك العلاج الدوائي الذي سوف يصفه لك، وقطعا سوف يعطيك المزيد من الإرشادات السلوكية، أو العلاج السلوكي الذي سوف يفيدك.

وجدنا أيضا ممارسة تمارين الاسترخاء مفيدة جدا للذين يعانون من الوساوس؛ لأن المكون الرئيسي للوسواس هو القلق أو حين يقاوم الإنسان الوسواس يحس بالقلق، لذا التمارين الاسترخائية مهمة جدا، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يحولك إلى الاخصائية النفسية التي سوف تقوم بتدريبك على هذه التمارين، كما أنه توجد برامج كثيرة جدا للاسترخاء على اليوتيوب يمكنك أن تستعيني بأحد هذه البرامج، أرجو أن تتواصلي معي بعد أن تقابلي طبيبك..

بارك الله فيك وجز الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات