هل الدعوات تستجاب في حينها، أم يدخرها الله تعالى لوقت آخر؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي سؤال حيرني كثيرا بخصوص والدتي، عندما كنت أدرس في سنة أولى باكالوريا دائما أتشاجر معها، ثم تدعي علي بالرسوب في الدراسة والمرض، وأندم على فعل ذلك، وأبكي أخشى من الرسوب ثم أنجح.

صرت الآن في الجامعة ولا زالت تغضب مني، هل تلك الدعوات التي كانت تدعوها علي ستستجاب، أم يدخرها الله للعبد؟

ساعدوني الله يسعدكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

مرحبا بك -أختي الكريمة-، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما تقدم:

- بما أن الذي حصل منك من خطأ في حق الوالدة كان قديما، وقد تسامحت معها، ولم يحصل منك أي تقصير أو عقوق في حق الوالدة -حفظها الله- حاليا فإن الله لا يستجيب لدعائها إذا كانت تدعو عليك الآن، وأما إذا كان هذا الدعاء إنما كان في الماضي ولم يتكرر مرة أخرى من الوالدة في المستقبل، ولم يستجب الله دعاءها بدليل أنك في عافية وصحة، وقد وصلت في الدراسة إلى مراحل متقدمة، ولكن إذا كنت ما زالتي تقعين في الخطأ والتقصير في حق الوالدة، فأخشى أن تصيبك دعوة منها، فسارعي إلى طلب المسامحة كلما أخطأت في حقها، ولا شك أن هذه الأدعية التي تصدر من الوالدة في حال من الغضب أو الجهل.

معلوم شرعا أننا نهينا أن ندعو على أبنائنا وبناتنا، ولكن استمري في الإحسان إلى الوالدة، ولا تأخذي على نفسك، ولا يؤثر هذا على حياتك، وحاولي تأليف قلب الوالدة ببعض الهدايا، وأكثري من الدعاء لها بأن يصلح الله حالها، وإن وجدت فرصة مناسبة بتذكيرها بأن ما تفعله معك من الدعاء عليك حتى خطأ، حتى ولو اخطأت والأولى أن تدعو لك بالخير.

- دعاء الوالدين على الولد إذا لم يقع في الدنيا، فإن الله قد رحم الولد ولم يشأ أن يستجيب لدعائهما عليه، وإذا لم يقع في الدنيا فلن يكون عليه ضرر من هذا الدعاء في الآخرة، ولكن يبقى الأمر الأهم أن عقوق الوالدين إثمه عظيم عند الله ومن كبائر الذنوب، وله عقوبة دنيوية واخروية، ولا بد من الحذر منه، والحرص على رضا الوالدين؛ لأن رضاهما من رضا الله.

كان الله في عونك.

مواد ذات صلة

الاستشارات