صرت قاسية بعد أن كنت لينة خائفة بسبب هجر الصلاة، أرشدوني!

0 23

السؤال

بدأت الصلاة في سن 15، قبل أن أبدأ بها كنت طيبة القلب، أقدم الصدقات وأقضي الساعات وأنا أدعو الله ليلا ونهارا بكل خشوع لكي يغفر لي تقصيري، وأفكر بذنبي؛ لأني أشعر بالخوف من الله، أما بعد الصلاة فأشعر بنوع من الطمأنينة بأن الله سيدخلني الجنة بسبب أدائها فقط، فتوقفت عن فعل الخير، و لم أعد أستطيع الدعاء، أو البكاء أو الخشوع فيه كما كنت قبل، وقد تمضي أسابيع بدون أن أناجي الله، وأصبح قلبي قاسيا وصرت عصبية، حتى إن عائلتي يقولون ما الفائدة من الصلاة؟! لكن القلب طيب، والله حاولت كثيرا أن أتغير، أشعر كأنني شخص جديد لا أعرفه، أكره هذا البرود المفاجئ، بل أشعر بالذنب وأحس أني شخص سيء.

أرجوكم ساعدوني في التخلص من قساوة قلبي الجديدة، أتمنى أن أعود كما كنت طيبة القلب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hajer حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك في موقعنا، وأسأل الله أن يصلح حالك، والجواب على ما ذكرت:
لاشك أن القلب يحصل فيه الطمأنينة إذا كانت المسلمة مقبلة على الله مكثرة من ذكره، وأنت قد حصل لك هذا، ولكن ما حدث من تغير وقسوة في القلب لاشك أن له أسبابا، ولابد من البحث عنها ومعالجتها، ومما أذكره لك من الأسباب:

أ - الغفلة عن ذكر الله وتدبر القرآن، وترك التفكر والتأمل في آيات الله الكونية.

ب - التفريط في الفرائض وانتهاك المحرمات.

ج. حصول العجب بالعمل، وكأن صاحبه من أهل الجنة وتقبل عمله.

د - طول الأمل والانشغال بالدنيا والانهماك في طلبها والمنافسة عليها.. ونحو ذلك.

ونصيحتي لك حتى يعود قلبك كما كان عليه سابقا عليك:

أ - بالدعاء والتضرع إلى الله بأن يلين قلبك وأن يصرفه إلى الطاعة.

ب - قراءة القرآن، بتدبر وتأمل لما أراد الله منا، والعمل بما جاء به.

ج - بالإتيان بالطاعات بحسب ما أمر الله، وفي أوقاتها من غير تأخير، والإكثار من ذكر الله في كل حال، والإكثار من الاستغفار والتوبة.

د - تذكر الموت وزيارة القبور.

هـ - الرحمة بالخلق، والإحسان إلى الضعفاء والأيتام والمحتاجين، وزيارة المرضى، وتفقد أحوالهم.

و - الاعتبار بقصص أهل القسوة، والغلظة، والفظاظة، والحذر منها .

ز - ترك العجب بالعمل، وسؤال الله أن يتقبل منا أعمالنا الصالحة بعد الإتيان بها كاملة.

ح - أداء الحقوق إلى أهلها من غير حيف ولا مماطلة.

ط - قراءة الرقية الشرعية صباحا ومساء؛ فهي نافعة لقسوة القلب.

- وأخيرا طيبة القلب ليست كافية، ولا يغني عن المحافظة على الصلاة، ومن قال هذا فقد أخطأ، بل إن الصلاة والمحافظة عليها من أسباب صلاح القلب، وتركها لاشك أنه يؤدي إلى قسوته وغلظته.

كان الله في عونك.

مواد ذات صلة

الاستشارات