السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو لكم التوفيق.
سبق وأن أرسلت لكم بشأن ابني البالغ من العمر19 عاما، والذي كان يدخن الماروجوانا، والذي أصبح يعاني من الخوف من التجمعات ولديه بعض التهيؤات، وقد وصف له الطبيب علاجا، وقد أخبرتموني أن العلاج سوف يستمر مدة ستة أشهر، وربما لسنوات طويلة، ولكن باتصالي بولدي، وسؤاله بعد أن زاد له الطبيب في الجرعة Zayprea olezapine قال إن مدة التحسن تكون ما يعادل نصف ساعة تقريبا، رغم أنه يرفع معنويتي ويقول: لا تقلق يا أبت سوف أكون بخير، ولكن أخشى عليه حيث إنه حتى الآن لا يستطيع العودة للدراسة، فهل سوف يشفى من حالته؟ وهل هذا الدواء يسبب الإدمان؟ وما هي طرق الخلاص من تلك الحالة غير الدواء فهو مكلف؟
والله إنني أشعر بالحزن الشديد عليه وعلى ما وصل إليه من وضع في هذا السن المبكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيرا على تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يكتب لابنك عاجل الشفاء.
لا شك أن الحالة من الحالات النفسية المعروفة، وهي بكل صدق وأمانة تتطلب الكثير من الجهد الطبي والتأهيلي والالتزام التام بالعلاج.
الشيء الذي أود أن أؤكد لك عليه أن الزبركسا يعتبر من أفضل الأدوية لعلاج مثل هذه الحالة، ولابد أن نكون حريصين على التزام هذا الابن بالدواء؛ لأنه قد أصيب بالمرض في سن مبكرة، وعدم الالتزام بالعلاج بصورة مطلقة ربما يؤدي إلى بعض النتائج والتبعات السلبية.
أرجو أن أؤكد لك بصورة قاطعة أن هذا الدواء لا يسبب أي نوع من الإدمان أو التعود، وهو من الأدوية المستحدثة والفعالة والممتازة، وكل الذي يعاب عليه أنه يؤدي في بعض الناس إلى زيادة في الوزن، ولكن هذه الزيادة تكون في الأربعة أو الخمسة الأشهر الأولى، بعدها يتوقف وزن الجسم على حاله، والكثير من الناس يساعدون أنفسهم بممارسة الرياضة، ومحاولة التحكم في الطعام.
من الطرق الهامة للتخلص من هذا المرض أن لا يعامل هذا الابن معاملة المعاق، فيجب أن يعيش حياة طبيعية يكون فيها عضوا فعالا في بيته ومع أقرانه وفي مجتمعه، وأن لا يميل إلى التكاسل والانسحاب الاجتماعي.
كما أنه قد وجد أن الضغوط النفسية الشديدة ليست مرغوبة في مثل هذه الحالات، كما أن التجاهل وإهماله، وعدم الاهتمام به يعتبر أيضا أمرا سلبيا، فهو يحتاج إلى وسطية في التعامل، وأن يكون التشجيع والترغيب دائما هو المبدأ المتبع، كما أسأل الله تعالى أن يهب له إخوة وأصدقاء في سنه يساعدونه في الخروج من هذه الحالة، وذلك بإعادة الثقة إلى نفسه، وإشعاره بأهميته وفعاليته.
من الطبيعي أن تتأثر لإصابة ولدك بهذه الحالة، ولكن أرجو أن لا يكون هذا التأثر إلى درجة الحزن الشديد أو السوداوية؛ حيث إن هذا المرض منتشر، وهو يصيب حوالي 1% من الناس، ولكن بفضل من الله تعالى أصبح الآن يمكن علاجه بصورة كبيرة وفعالة، وأعرف الكثيرين من الذين أصيبوا بهذا المرض، وهم الآن يعيشون الآن حياة طبيعية، فقط المهم هو الالتزام بالعلاج واتباع الإرشادات الطبية النفسية المطلوبة.
والله الموفق.