السؤال
السلام عليكم.
عمري 21 سنة، طالبة جامعية، تقدم لي شاب على خلق ودين، لا يعيبه شيء، ولكني لا أشعر بالرغبة في الارتباط أو الزواج الآن، أشعر بضيق في صدري، وهذا الشعور أشعر به كلما تقدم لي عريس، حتى أني بدأت أهلوس في منامي بأني لا أريد الزواج الآن، ولست مستعدة لهذا الموضوع، لا أدري ماذا أفعل؟ وهل آثم إذا رفضته؟ صديقاتي وأختي يقترحن علي بأن أقابله بشكل شرعي في بيتنا لأتكلم معه، ولكني أريد من المقابلة أن أبحث عن عيوب لا أطيقها حتى أجد الحجة في رفضه، هل أقابله أم أرفض؟ الموضوع أتعبني جدا، وخاصة أني في فترة امتحانات وتسليم مشاريع للجامعة، ولم أعد أطيق تحمل هذا الضغط.
أريد النصيحة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – ابنتنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب، نشكر لك ثقتك فينا وتواصلك معنا.
ونتفهم موقفك من الزواج في ظل الأحوال التي وصفتها من انشغالك بدراستك وإقبالك عليها، ولكننا لا ننصحك بالاستمرار على هذا القرار، فالزواج فرصة كغيرها من الفرص قد تذهب بسبب عجز الإنسان وفشله في اتخاذ القرار النافع، ثم يرجع الإنسان على نفسه بالندم بعد ذلك، والحزم والعقل يقضيان باستغلال الفرص إذا عرضت للإنسان، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)).
وكانت وصيته صلى الله عليه وسلم عدم تأخير الزواج، فقد وصى عليه الصلاة والسلام عليا – رضي الله تعالى عنه – بذلك، والأحاديث الواردة في هذا المعنى كثيرة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)) فأرشد الشباب إلى المسارعة بالزواج إذا قدروا عليه، وأخبرهم بما يتحقق من المنافع بالزواج، بأنه أغض للبصر وأحصن للفرج.
فنصيحتنا لك ألا تترددي أبدا في القبول بالزواج إذا تقدم لك شاب مرضي في خلقه ودينه، وهذا الرضا في الخلق والدين أمر نسبي، فلا ينبغي لك أبدا، ولا ننصحك بأن تبالغي وتشددي في الصفات التي تشترطينها في الزوج، فإذا تقدم لك الشاب الذي يحافظ على فرائض الله تعالى، وهو حسن الخلق وترضين هيئته وخلقته فلا تترددي في القبول به، ولذلك ننصحك بأن تري هذا الخاطب وأن تنظري إليه، ولكن لا تنظري إليه بعين النقد والفحص والتمحيص عن عيوب بقصد الرد والرفض، بل انظري إلى ما يدعوك إلى الزواج، واحرصي على أن تنظري فيه ما يرغبك في الزواج به.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.