أشعر بنقص الاهتمام من أهلي، مما سبب لي الشعور بالوحدة.

0 30

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى..

أحس بأن أمي وأبي يفضلون أخي، فهم يهتمون به ويعاملونه جيدا، فمثلا عندما يمازح أمي أحيانا تبتسم وتحب ذلك المزاح، لكن عندما أمزح معها لا تفعل أي ردة فعل، وتقول لي ابتعدي عني إنني متعبة، وأيضا في النقود دائما يأخذ أكثر مني، وعندما يريد شراء شيء يعطيانه، أما أنا فالعكس، لا يشترون لي أشياء إلا عندما أحتاجها بشدة، أو حتى تتمزق ملابسي، وهو أيضا لا يعاملني جيدا، فقط يعاملني جيدا عندما يريد حاجته.

كما أن لدي فقط 3 صديقات؛ لأن معظم الصديقات خانوني رغم أني لم أفعل لهم شيئا، فأنا جدا هادئة ولا أزعج أحدا، أحس بالوحدة كثيرا، فأنا أدرس جيدا، وأخي خرج من الدراسة في المرحلة الثانوية، وأبي عصبي لا يعامل أمي جيدا، أنا متأزمة كثيرا، أخفي دموعي أمامهم، وعندما أكون في غرفتي أبكي بشدة، أريد نصيحة منكم.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك ويسعدنا تواصلك معنا.

مشكلتك هي تفضيل والديك لأخيك عنك وبعد صديقاتك بسبب بعض الخلافات.

غاليتي أمينة: هل تعلمين أن الإسلام حث على العدل بين الأبناء في العطية والهبة والمحبة، وهذا ما أكده لنا نبي الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم"، ورغم اهتمام الإسلام بالمرأة وتكريمها، لكن ما زلنا نرى أن هناك ما زالت توجد كثير من الأفكار التي تسيطر على بعض أذهان الأهل بتفضيل الابن الولد عن أخته البنت، وليس مقبولا إن صح ما تعانين منه أن والديك يعاملونك بالمفاضلة بينك وبين أخيك، فشريعة الإسلام لا ترضى إلا بالعدل.

يمكنك أن تسألي والديك عن أسباب هذا التفضيل، وأظن أن والديك يعيرونه اهتماما بسبب ترك المدرسة في المرحلة الثانوية، وهذا الاهتمام لشدة خوفهم عليه وعلى مستقبله، وهذا ذكرته في رسالتك وقلت: " فأنا أدرس جيدا وأخي خرج من الدراسة في الثانوية"، وأنت مما يبدو أنك متفوقة ومجتهدة، ربما اتضحت لك الصورة الآن، لذلك أنصحك أن تلتمسي العذر لوالديك على تقصيرهم معك، واعلمي إن قصروا في بعض الأمور، فقد وهبوك أمورا أخرى.

اشكري الله واحمديه أنه وهبك قلبا محبا وصدرا رحبا، وأنت متعلمة؛ فكوني أكثر حكمة ووعيا في علاقتك مع أخاك؛ فصلة الرحم من أعظم العبادات، فتقربي منه، واجتهدي في الثناء عليه أمام الأهل والأصدقاء، وتأكدي أنه سوف يتغير حاله بعد فترة وجيزة، وبالمعاملة الحسنة ترققين قلبه، اجتهدي في إرضاء وبر والديك، ولا تحصري نفسك فقط في التفكير حول تفضيل أخاك عليك، ولا يجب أن يكون شغلك الشاغل.

فيما يخص علاقتك بصديقاتك أقول لك:
اعلمي بنيتي أن المواقف والمشاحنات والاختلاف في الآراء التي حدثت بينكم مهما كانت صعبة، فهي ليست أسوأ ما يمكن أن يحدث في هذا العالم، وإذا وجدت المحبة الصادقة من جميع الأطراف، فلن يكون من المستحيل أبدا أن تنس الخلافات مع فتح صفحة جديدة وإصلاح ما يمكن إصلاحه، ولمد الجسور من جديد بينك وبين صديقاتك يمكنك القيام ببعض المبادرات:

مثلا قومي بدعوتهن لزيارتك، وأحسني ضيافتهن، وكوني أنت صاحبة العقل الأرجح والأحرص على استمرار الصداقة.

واعلمي بنيتي أن هناك أمورا كثيرة متوقعة أن تحصل بين الأصدقاء، مثل : الغيرة، كثرة الكذب، المزاح بكلمات جارحة، وأحيانا تصدرعن غير قصد، وقد يخلق هذا الأمر فجوة بين الأصدقاء، وقد يصل إلى قطع العلاقات وإنهاء الصداقة.

وأرى أنك فتاة حساسة جدا وتتأثر بسرعة، وأحيانا تتخذ قرارات ربما تكون عشوائية بعض الشيء، واعلمي أننا جميعنا بحاجة إلى وجود أصدقاء في حياتنا، يشاركوننا أحزاننا وأفراحنا كي لا نعيش في عزلة ونشعر بالوحدة.

نظمي وقتك، ورتبي أمرك بمذكرة تحتفظين بها في حقيبتك، فالترتيب والتنظيم أمر عسير، لكن ثمرته في النهاية مفيدة، كما أنصحك أن تحددي أهدافك، وذلك من خلال كتابتها والسعي على تحقيقها، وراجعي هذه الأهداف في نهاية كل شهر على مدار سنة لتعرفي مدى ما تحقق منها وما لم يتحقق، وهكذا تعيشي وقد عرفت للحياة طعما ومعنى.

وثقي علاقتك بالله، وحافظي على أذكار الصباح والمساء، والزمي الصلاة "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا".

يقال: من الأشياء المهمة لتدعيم ثقتنا في أنفسنا وفي قدراتنا هي: أن نعبر عما نحتاجه، وما نريده، وما يجيش في صدورنا، فإذا كنت تحتاجين شيئا من شخص ما، فعبري عن ذلك واطلبيه منه، وإذا كنت تريدين رفض شيء فارفضيه ولا تفعليه رغما عنك.

وفقك الله لما يحب ويرضى غاليتي أمينة.

مواد ذات صلة

الاستشارات