السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة عمري 28 سنة، فشلت في الدراسة لأنني لم أختر التوجه الذي أريد، وأرغب في الدراسة مجددا، لكنني انقطعت عن الدراسة منذ 8 سنوات بعد الدبلوم، ولم أعمل طيلة هذه الفترة، كما أني متقدمة في السن، أي أنني في سن من المفترض أن يكون للزواج الأولوية؛ لأن العمر يجري، وإذا درست لن أكمل دراستي إلى ما بعد الثلاثين، ولا أرغب بالزواج قبل الدراسة والعمل.
في المقابل أنني لم أعش بعد أجواء جميلة مع أسرتي، ولم أعوضهم ولو قليلا على تضحياتهم لأجلي، أشعر بيأس كبير ولا أكف عن الندم، ودائما أتصور لو أني فعلت ما في وسعي لاكتساب كفاءة بتخصصي حتى أستطيع أن أتقبله أو أحبه، أو درست تخصصا آخر في ثماني سنوات ليست سهلة، من الممكن فيها النجاح في أي شيء عزمت عليه، وتحقيق كل ما أريد، لكنني أضعتها سدى، ولم أشعر فيها حتى بطعم الحياة، ضاع جزء كبير من شبابي سدى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاطمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابنتي الغالية: أشكرك على تواصلك معنا، واعلمي أننا هنا من أجلك.
مشكلتك التي تعانين منها قد يقع فيها الإنسان بسبب التردد وقلة التخطيط الصحيح، ولكن هذا لا يعني الوقوف والاستسلام، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، كما أخبرنا بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم، لذا أنصحك بإكمال دراستك والنظر في إمكانياتك وما يناسبك، ولا يمنع من استشارة شخص تثقين فيه ليساعدك على تحديد مجال التخصص، كما عليك السعي لوظيفة حتى وإن كانت بسيطة جدا، ولفترة محددة، منها تساعدين أسرتك وتزيد إحساسك بالثقة والمسؤولية تجاه أسرتك، وهذا ما يؤرقك حسب ما كتبت.
واعلمي بأن العمر يمضي، فإن جاءك من ترضين دينه وخلقه اقبلي به زوجا، فالزواج ليس عقبة أمام إكمال التعليم، كل ما تحتاجينه هو تغيير نظرتك للأمور، وامضي في تحقيق أهدافك، ولا ترفعي سقف توقعاتك كثيرا، خذي ما يناسبك وستحققين النجاح بإذن الله.
أسأل الرحمن أن يوفقك ويسددك، وييسر لك سبيل العلم والزواج الناجح بإذن الله.