السؤال
السلام عليكم
إخواني الكرام: لقد بدأت معناتي مع الوسواس القهري منذ نحو عامين، في الطهارة والعبادات وأصبح لدي وسواس في الطهارة من كل شيء، وأصبحت أطهر الملابس والأحذية وكراسي المنزل، وأصبحت حياتي ضنكا.
قرأت في موقعكم عن دواء بروزاك فبدأت باستخدامه وبدأت أتحسن، ولكن أصبح لدي سلس مذي، والمذي لا ينقطع عني، وبسبب وساوسي أصبحت حياتي مضيعة للوقت ما بين الوسواس والطهارة، هل من دواء بديل لبروزاك؟ وهل من نصيحة تخفف معناتي؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.
لابد أن تجتهد في علاج هذا الوسواس سلوكيا. لا تخض في تفاصيله ولا تحلله، ولا تتبعه، ويجب أن تحقره، هذا أمر مهم جدا، حين تحقر الوساوس ولا تنفذ اجترارات الوسواس سوف تحس بالقلق، إذا صبرت على هذا القلق ولم تتبع الوسواس سيبدأ القلق في الانخفاض، هذا هو العلاج المهم جدا.
بالنسبة للطهارة يجب أن تحدد كمية الماء، وتحدد الوقت الذي ستستنفذه في الطهارة، حتى الوضوء، اعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بكمية قليلة من الماء، حسبها العلماء تقريبا تساوي لترا إلا ربع، والرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا، فقد قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، وقال: (خذوا عني مناسككم)، وأمرنا الله باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوا وما نهاكم عنه فانتهوا}، وقال: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
يجب أن نتبع النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمر من أمورنا، ويجب أن تتوضأ بهذه الكمية القليلة من الماء، لا تستعمل ماء الصنبور، ضع الماء في إبريق، في قنينة، في إناء، وحدد كميته، وقل إن هذا هو الماء الذي سيكفيني وسأتوضأ كما كان يتوضأ الرسول صلى الله عليه وسلم، ابني هذه القناعات – أخي الكريم -.
الوسواس مرض ذكي جدا، يستدرج الإنسان، يستحوذ، يلح، لكن إذا حقرته وقاومته ولم تتبعه إن شاء الله تعالى سوف تنتصر عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتعوذ من الوسواس وأمرنا بالانتهاء، فقال: (فليستعذ بالله ولينته).
أما بالنسبة للدواء: فأنا أبشرك أن عقار (سيرترالين) سيكون أفضل بديل للبروزاك، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة، يوميا، لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة يوميا – أي خمسين مليجراما – وبعد أسبوعين اجعل الجرعة مائة مليجرام، وهذه أقل جرعة فعالة في علاج الوساوس، بعض الناس يحتاجون إلى أربع حبات في اليوم (مائتين مليجرام)، والبعض يحتاج إلى مائة وخمسين مليجراما (ثلاث حبات)، فأنت قيم حالتك، واستمر على الحبتين، أراها جرعة معقولة جدا في حالتك، ويمكن أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر مثلا، وإذا تحسنت على هذه الجرعة بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر مثلا كجرعة وقائية، وبعد ذلك اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أيضا أريدك أن تدعم السيرترالين – والذي يعرف باسم زولفت – بدواء آخر يسمى (رزبريادون) بجرعة صغيرة جدا، واحد مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر.
طبعا توجد خيارات دوائية أخرى، كالفافرين مثلا، دواء له قوته وتأثيره الإيجابي جدا في علاج الوساوس، وكذلك السبرالكس، لكن أنا أعتقد أن السيرترالين سوف يكون جيدا جدا بالنسبة لك، وأرجو أن تدعم العلاج الدوائي بما ذكرته لك من إرشاد، وأسأل الله لك العافية والشفاء، ونسمع عنك كل خير إن شاء الله.