السؤال
السلام عليكم.
أنا كما يقولون: "مدمنة" إنترنت، كنت من قبل على الشات والرسائل والحديث مع الأصدقاء، أما الآن وبفضل الله سبحانه لا أفتح الشات أبدا والماسنجر لم يعد فيه أي شاب والحمد لله، إلا أني ومع ذلك ما زلت مدمنة للإنترنت، خاصة أني الآن قد بدأت أدرس وكل دراستي على الكمبيوتر والإنترنت خاصة.
فلا أرتاح نفسيا إلا عندما أفتحه والحمد لله لا أفتح إلا على المواقع الدينية والمنتديات فقط (والشكر لله أولا وآخرا) وأكثر الأوقات التي أفتح فيها النت هو وقت متأخر من الليل.
المشكلة هي أني الآن في العشر الأواخر من رمضان، ودائما أقول لنفسي: إني سوف أصلي وأقرأ وأسبح -أي عندما ينام الجميع ويهدأ الجو- فعادة أكون قبلها فاتحة الإنترنت، فعندما أنتهي منه أكون مرهقة جدا، أحاول أن أصلي ركعتين أو مع قليل من القرآن، مع العلم أني أستطيع أن أصلي أكثر من ذلك إن لم أكن مرهقة.
سؤالي: هل سيحاسبني الله على تلك الأوقات، مع العلم أني لا أدخل إلا إلى المواقع الدينية، فهل سوف يحاسبني على الوقت الذي ضيعته أو على كسلي، وهل أنا بعملي هذا أفضل الدنيا على الآخرة؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ فداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابنتي العزيزة، أسأل الله العظيم أن يحفظك وأن يحفظ شباب المسلمين من أخطار الإنترنت، وأن يستخدمنا وإياكم في طاعته، وأن يلهمنا السداد والرشاد.
الاعتدال مطلوب في استخدامنا لهذه الوسائل، فليس صوابا أن نجلس الساعات الطويلة أمام الإنترنت؛ لأن ذلك يؤثر على واجباتنا الشرعية، ويؤثر على الصحة، ويقطع روابطنا الاجتماعية، كما أرجو أن تتجنبي المواقع المشبوهة، واختاري الأفضل من المواقع الإسلامية، واجعلي آخر الليل للاستغفار والعبادة والتوجه إلى الله، واعلمي أن طاعة الله ليست في رمضان وحده، ولكننا في رمضان نضاعف المجهود والفلاح أن نستمر بعد رمضان على ما تعودناه في أيام رمضان، ونحن خلقنا للعبادة: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، [الذريات:56]، ولا خير في علم أو عمل أو بيع أو شراء يحول بين الإنسان وبين عبادته وطاعته لله، ولن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، وفيها: (عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه).
وهو سؤال يتكرر عن العمر، ويركز على السؤال عن أيام الشباب والعطاء، فحافظي على أوقاتك، واجعلي الوقت المهم للعبادة والطاعة، والشيطان حريص على أن يحول بيننا وبين الطاعة، فهو عدو وقد أمرنا بمخالفته.
والصواب أن نوازن بين الغاية التي خلقنا لأجلها وبين ممارستنا لحياتنا العلمية التي أرجو أن تكون أيضا في طاعة الله، ونقصد بها وجه الله والنفع للإسلام والمسلمين.
وبالله التوفيق.