سأخسر حياتي بسبب قلة النوم والوساوس والقلق.

0 12

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 27 سنة، منذ فترة كنت أعاني من نوبة غريبة، تشنج عضلي في البطن وضيق تنفس وخفقان قلب وألم في الصدر، ذهبت لدكتور قلب، وقام بكل الفحوصات، وتبين أنه القولون العصبي والحجاب الحاجز، فذهبت لدكتور باطني، طلب مني أشعة وتحاليل منها الغدة الدرقية، وأخبرني أني سليم، وأنها مجرد غازات، ووصف لي الكونترولوك والدوجماتيل فورت.

ازداد قلقي جدا، وكلما جاءتني النوبة أشعر بأنني سأموت، ضعفت شهيتي، وقل تركيزي، وأصبت بخمول تام، وألم في الصدر، وتوتر وقلق وقلة نوم ومخاوف، شككت أن يكون مرضا روحيا، ذهبت لأحد الرقاة، فأخبرني أنه عين أو حسد، فواظبت على الأذكار والصلوات والرقية الشرعية، مع الشرب والاغتسال بالماء المقروء، لكن ازدادت حالتي سوءا، لا أستطيع النوم نهائيا، قلت شهيتي، وأصبت بوساوس كثيرة واكتئاب شديد، وارتجاف وارتعاش وتمنيل، وخفقان قلب مؤلم.

أشعر بأنني فقدت ذاتي، أنني لست في الواقع، أنا لست أنا، ووساوس بأن لا جدوى من وجودنا في الدنيا، وأخاف من الموت بطريقة شديدة، فذهبت لدكتور نفسي، شخصني باضطراب الهلع والوسواس القهري، ووصف لي فافرين 50 مج وتبمود 50 مج وريستولام 0.5 مج، خفت من الأدوية، فعرضت نفسي على دكتور آخر شخصني باضطراب القلق العام، ووصف لي عقار psycholanz، لا أعرف ما هذا الشعور الذي أمر به؟ لا أستطيع القيام بأي شيء، خمول ومخاوف، لا أقدر على بذل أي مجهود، قلة النوم تقتلني، أنا أخسر حياتي وعملي، بماذا تنصحوني؟

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أنت لديك استشارات سابقة لم تتم الإجابة عليها، ومضامينها في معظمها حول اضطرابات الهلع.

حالتك واضحة جدا، وقد وصفتها بدقة شديدة، كما أنك قد قمت بزيارة بعض الأطباء، وأجريت كل الفحوصات الضرورية وغير الضرورية، وأنا أتفق مع الأطباء النفسيين، الطبيب الذي قال لك أنك تعاني من نوبات قلق، كلامه صحيح، والذي قال لك عندك شيء من الوسوسة، أيضا كلامه صحيح، وأنا أقول لك أنك عندك شيء من المخاوف أيضا، وهذا الذي بك نسميه بـ (قلق المخاوف الوسواسي)، هنالك قلق، وهنالك مخاوف، وشيء من الوسوسة البسيطة.

وهذا – أيها الفاضل الكريم – ليس مرضا خطيرا، هي ظاهرة نفسية عصابية، القلق والتوتر أيا كان سببه أو حتى إن لم يكن له سبب قد ينتج عنه هلع أو هرع، وبعد ذلك يبدأ الإنسان في حالة من التوتر الداخلي والقلق التوقعي والتخوف الدائم من أن هذه الحالة سوف تأتي، والنفس حين تتوتر تتوتر عضلات كثيرة في الجسم، بل أجزاء كثيرة بالجسم، عضلات الصدر تتوتر، لذا يحس الإنسان بالضيق، عضلات القولون تتوتر؛ لذا يحدث ما يسمى بالقولون العصابي، والبعض يشتكي من الدوخة، والبعض يخاف من الموت، ضعف التركيز، الخمول، سمي ما تسمي.

إذا الحالة واضحة جدا بالنسبة لي، ولا أعتقد أنه يوجد عين أو حسد أو شيء من هذا القبيل، وإن كنت أؤمن بهذه الأشياء، وأؤمن أن الإنسان يجب أن يحصن نفسه من خلال محافظته على الصلاة والأذكار وتلاوة القرآن والدعاء والتوكل على الله، هذا يكفي تماما، والرقية الشرعية من وقت لآخر. هذا هو الذي تحتاجه.

وأهم شيء أيضا ألا تتنقل بين الأطباء، حالتك واضحة جدا – أيها الأخ الكريم – إن واصلت مع الطبيب النفسي هذا أمر جيد، وإن لم تواصل المهم هو أن تغير نمط حياتك.

أولا: يجب أن تمارس الرياضة، الرياضة علاج فعال جدا لحالتك.
ثانيا: يجب أن تحسن إدارة وقتك وتستفيد من وقتك على أسس جيدة وممتازة، وكذلك يجب أن تتجنب النوم النهاري، النوم بالنهار ليس أمرا جيدا أبدا، واعتمد على النوم الليلي المبكر.

ثالثا: طبق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس التدرجي، وتمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، يمكن أن يدربك على ذلك الأخصائي النفسي، أو يمكن أن تلجأ إلى اليوتيوب، توجد برامج كثيرة جدا عن تمارين الاسترخاء.

رابعا: رفه على نفسك بما هو طيب وجميل، وطور نفسك على مستوى عملك ومهنتك، واحرص على القيام بالواجبات الاجتماعية، لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية أبدا، (دعوات الأفراح، تقديم واجبات العزاء، المشي في الجنائز، زيارة المرضى، صلة الأرحام) هذه قيم عظيمة جدا.

فإذا أنت محتاج أن تنقل نفسك من هذه الأعراض من خلال أن تتبنى نمط حياة جديد على الأسس التي ذكرتها لك.

تجنب النوم النهاري وتجنب شرب الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساء، وكذلك الحرص على أذكار النوم سوف يساعدك كثيرا في النوم، وذلك بجانب الأدوية التي سوف أصفها لك.

أفضل دواء تتناوله هو عقار (استالوبرام) والذي يسمى تجاريا (سبرالكس)، تبدأ بجرعة خمسة مليجرامات يوميا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – تستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعل الجرعة عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم ترفعها إلى عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى عشرة مليجرامات يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوع، ثم تتوقف عن تناوله.

يضاف إلى الاستالوبرام عقار (ريمارون) بجرعة نصف حبة - أي 15 مليجرام - ليلا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات