السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى الدكتور/ محمد عبد العليم.
أنا أشعر على فترات متقطعة من اليوم بشعور بالاختناق، وضيق في التنفس، برودة الأطراف، تنميل في الأطراف، غصة في الحلق، غثيان، خفقان القلب، ثقل في الرأس، أحيانا دوخة وبرد شديد، وأحيانا ألم في رأس المعدة، هذه الأعراض الدائمة، وهنا بعض الأعراض التي تظهر في بعض الأحيان وتختفي، مثل: جفاف الفم، وأحيانا ضغط شديد على الرأس، وخز في الجهة اليسرى من الرقبة والوجه.
هذه الأعراض يا دكتور تتسبب لي في:
1- خوف شديد مما يزيد من حدتها.
2- وسواس شديد: أشعر وكأنني سأموت -لا قدر الله- أو سيصيبني مرض خطير.
3- لم أعد أطيق لقاء الناس، حتى أخشى الخروج من البيت ويصيبني مكروه.
4- بالي مشغول طوال اليوم أتساءل هل يا ترى سيصيبني مكروه؟
5- كرهت كل شيء في الحياة بالكاد حتى أؤدي مهامي اليومية البسيطة.
6- قبل فترة أجريت فحوصات كثيرة كلها سليمة -الحمد لله-، لكن ما زلت أشك أن عندي مشكلة لم تظهر في الفحوصات.
هذه مشكلتي كانت تأتيني عندما كان عمري 20 تقريبا، ثم أختفت بعد سنتين من وحدها هكذا، الآن أنا عمري 27 عاما وعادت لي منذ سنة تقريبا.
بارك الله في جهودكم، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أنا تدارست حالتك، وإن شاء الله هذه الحالة حالة بسيطة جدا، وأنت لك استشارة سابقة أجاب عليها الأستاذ الدكتور عبد العزيز أحمد عمر، رقم الاستشارة (2430473) وأجاب عليها تقريبا قبل شهر من الآن.
أنا أقول لك أنه من خلال ما ذكرته أن الذي تعاني منه هو نوع من قلق المخاوف الوسواسي، وكما تفضلت في الاستشارة السابقة أصابتك أيضا نوبات هلع وهرع، وهذه الحالات كلها متداخلة مع بعضها البعض. وأرجو أن تتفهم أن حالتك بسيطة وبسيطة جدا، وتتطلب منك فقط تغيير نمط الحياة.
أولا: يجب ألا توسوس حول هذه الأفكار، ويجب ألا تحللها أبدا، حقرها، واحرص على أن تدير وقتك بصورة جيدة، تتجنب الفراغ الزمني والفراغ الذهني، لأن الفراغ حقيقة يؤدي إلى التوترات والقلق والمخاوف والتفكير السلبي.
عليك بالنوم الليلي المبكر، وتجنب النوم بالنهار، هذا مهم جدا، لأن النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ. استيقظ مبكرا، وصل صلاة الفجر، وبعد ذلك تستفيد من البكور، والبكور فيه خير وبركة كثيرة، يمكن أن تدرس في هذه الفترة إن كان لك شيء تدرسه، أو تقرأ وردك القرآني، ثم بعد ذلك تذهب إلى عملك، أو تمارس نوعا من التمارين الرياضية الصباحية، هذا كله سوف يفيدك ويفيدك كثيرا جدا.
ومن أهم الأشياء هو التواصل الاجتماعي، لا تغلق على نفسك أبدا، تواصل مع الصالحين من الشباب، قم بالواجبات الاجتماعية، شارك الناس مناسباتهم، صل رحمك، عليك بالترفيه على النفس بما هو طيب وجميل، هذه كلها أمور طيبة جدا ومفيدة جدا خاصة حين يستصحبها الإنسان بممارسة الرياضة بكثافة، زائد التمارين الاسترخائية.
فهذه هي الخطة العلاجية بالنسبة لك، وأما الدواء – وكما ذكر لك الدكتور عبد العزيز -: السبرالكس يعتبر دواء رائع وممتاز، فقط ربما أنصحك ببعض التعديلات في الجرعة، والحمد لله أنت عمرك سبعة وعشرين عاما وليس سبعة عشر عاما، لأننا نضمن سلامة الدواء في مثل عمرك هذا.
ابدأ في تناول السبرالكس بجرعة خمسة مليجرام – كما ذكر لك الدكتور – تناولها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة أربعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا. بعد ذلك اخفض جرعة السبرالكس إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
لابد من الالتزام القاطع بجرعة الدواء ومدة العلاج حتى تستفيد منه بصورة مجدية وصحيحة، وحتى تتخلص تماما من هذه الأعراض أريدك أن تضيف دواء آخر بسيط للسبرالكس، الدواء يعرف باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول)، تناوله بجرعة نصف مليجرام – أي حبة واحدة – صباحا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
إذا أرجو أن تأخذ بالإرشادات التي ذكرتها لك، وعليك بالتطبيق، أنت الآن سألت مرتين في شهر واحد، نحن نرحب بك، لكن هذا قد يجعلنا نتشكك قليلا في قضية التطبيقات السلوكية والإصرار على التغيير، فأرجو أن تكون ذو همة عالية نحو التغيير، وتناول الدواء، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.