أريدها خطبة فتاة وأخشى من تأثير علاقة والديها السيئة عليها!

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أخطب قريبة لي، فتاة صالحة حيية أحسبها كذلك ولا أزكيها على الله، لكن هناك بعض التساؤلات تؤرقني وأبحث لها عن جواب.

بحكم صلة القرابة بيننا أرى أن علاقة والدها بوالدتها علاقة سيئة، والدتها كريمة وتعرف الواجب، لكنها شديدة وسليطة اللسان على زوجها، وزوجها رجل هادئ وصبور وطيب جدا وكريم جدا، لكنه غير مسؤول، وتعاملاته خارج البيت تتصف بالسذاجة على حد وصف زوجته، وكثيرا ما قرأت في مواصفات اختيار الزوجة أن يكون علاقة الأب بالأم علاقة صحية، لأن البنت لم تر مثالا حيا للزوجة غير والدتها، وهذا ما أخاف منه، أن تتغير صفات البنت بعد الزواج فتتشبه بوالدتها.

البنت انطوائية وغير اجتماعية، وأنا اجتماعي وكثير الكلام، وأخاف أن اختلافنا اختلاف تضاد، وليس اختلاف تنوع ورحمة، فحين نتحدث سويا تتأخر في الرد، وردها غالبا ما يكون قصيرا جدا، تقابل عاطفتي الجياشة ببرود مميت، ولا أقصد بعاطفتي الجياشة كلاما محرما -والعياذ بالله-، وأحاول أن ألتمس لها العذر، فأحدث نفسي وأقول: عل حيائها الزائد هو السبب، أنا بطبيعتي عاطفي، أعاني من حساسية مفرطة، تؤثر بي كل كلمة بالسلب أو الإيجاب، وأخاف من أن تكون باردة المشاعر، ولا تراعي مشاعري وعاطفتي.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابننا الفاضل – في موقعك، ونشكر لك هذه الاستشارة الرائعة، ونحيي حرصك على التواصل معنا لفهم هذه الأمور المتعلقة بالفتاة التي تريد أن تتقدم لخطبتها، ونشكر لك الثناء على الفتاة وعلى أسرتها، ونؤكد لك أنه قد يكون من الصعب أن تجد بيتا لا يخلو من العيوب والإشكالات والخصام، وإن كنا لا نؤيد هذا الذي يحدث بين الزوجين، ولكن ليس من الضروري أن يكون التأثر بما حصل كبيرا، خاصة بعد أن ذكرت أنها صالحة وأنها حيية، والحياء لا يأتي إلا بخير، كما قال النبي – عليه صلاة الله وسلامه - .

وحقيقة ما يحصل بين الزوجين له انعكاسات على الأبناء، ولكن من أين سنجد البيت الذي يخلو من المشكلات.

كذلك أيضا كون الفتاة انطوائية وغير اجتماعية - وأنت اجتماعي-: هذا أيضا له علاقة بما يحدث في بيتهم وعلاقة بكونها حيية، والفتاة التي ليس لها علاقات واسعة هذه أيضا لها إيجابيات وجانب مفيد، لأنها ستصبح مرتبطة بزوجها أكثر من ارتباطها بمحيطها الاجتماعي، فلا تنزعج من هذه المسألة.

أما عن تأخرها في الرد: فهذا طبيعي طالما أنت وصفتها بأنها حيية، لأن مثل هذه الأمور قد تكون غير سهلة عليها، كذلك أيضا هذه الوالدة صاحبة الشخصية ربما تكون متابعة لها ومشددة في بعض الأمور، فهي غائبة عنك، والعذر معها، ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن تعتاد أنت فتترك الحساسية الزائدة، وتعتاد هي فتكون لها المشاعر، مع أن الفتاة لا تبدي مشاعرها في هذه المرحلة، فالذي فهمنا أنك تريد أن تخطب، حتى بعد الخطبة فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح الخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسع معها في الكلام.

فالمشاعر الحقيقية تظهر بعد العقد وبعد الرباط الشرعي، بل تظهر أكثر عندما تكونا تحت سقف واحد، ومن حقك أنت الآن أن تبحث وتجتهد في البحث، ولكن تذكر أنك لن تجد فتاة بلا عيوب، كما أنك لست خاليا من النقائص والعيوب، فكلنا بشر والنقص يطاردنا، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى، ونرى ألا تفرط في الفتاة، ومن حقك أن توسع دائرة السؤال والبحث، وننصحك بأن تلتزم في كل العلاقة بقواعد وضوابط هذا الشرع، حتى يبارك الله لك في هذه العلاقة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات