السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
إخواني الأعزاء: أكتب إليكم رسالتي التي دائما بفكري وتؤلمني، أريد أن أستفسر عن حالتي، وأتمنى من الله ومنكم سرعة الرد علي لأرتاح، فأنا منذ ثمان سنوات متزوج، ولإرادة الله وقدرته والحمد لله على كل حال لم أرزق بالأبناء.
كان السبب مني لضعف بالحيوانات المنوية، لكن ومع ذلك حملت زوجتي مرتين، وكان الكيس يكبر ولا يظهر الجنين، وكانت تذهب إلى مشايخ ويخبرونها أنه سحر، وفي داخلي قررت الزواج، واستخرت الله وعزمت على الارتباط بزوجة ثانية لعل الله يفرج الكربات بإذنه تعالى، وأخبرت صديقي بحالتي وأقسمت عليه أن يخبر أخته عن وضعي، ورغم ذلك وافقوا، وتيسرت الأمور، وملكت، وسيكون الزواج بعد رمضان.
الآن أنا دائم التفكير كيف سيكون وقع الأمر على زوجتي؟ وماذا تكون ردة فعلها؟ ودائما أعاقب نفسي وألومها وأفكر كثيرا وأشعر بالحزن والألم، لا أعلم هل أنا مخطئ؟ وماذا لو طلبت الطلاق؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يبارك لك في أهلك ومالك، وأن يغفر ذنبك ويصلح حالك، وأن يلهمك السداد والرشاد..
فإن الشريعة أباحت للإنسان أن يتزوج بثانية وثالثة ورابعة، واشترطت عليه أن يعدل وإلا جاء يوم القيامة وشقه مائل، والتعدد من جوانب الإعجاز في شريعة الله، والذين يرفضونه من الجهلاء يردون ما شرعه اللطيف الخبير، ولابديل عن التعدد إلا الفسوق واتخاذ الخليلات، كما هو فعل السفهاء والفاسقات، وقد ألف بعضهم كتابا وسماه (الثانية لا الزانية) فإن من الناس من لا تكفيه الواحدة، وقد تكون الزوجة مريضة وغير قادرة على القيام بواجباتها، ومن أجل هؤلاء وغيرهم كان هذا التشريع الحكيم، الذي يحفظ للمرأة حقها وبيتها ويحفظ للرجل حقه في المتعة الحلال وطلب العيال.
ونحن ننصحك بالتأكد من قدرتك المادية والنفسية على تحمل المسئولية، وأرجو أن يكون الهدف والنية صادقة، وعليك بمضاعفة إحسانك لزوجتك الأولى قبل إخبارها، ولا تلبي رغبتها إذا طلبت الطلاق؛ فإن المرأة سريعة الانفعال، ولا تفكر كثيرا في العواقب، وأرجو أن يكون عندك من الصبر ما يؤهلك لمواصلة المشوار مع زوجتك القديمة في حال زواجك من الثانية، مع ضرورة أن تفهم الزوجة الجديدة بأن احترامها لزوجتك الأولى سوف يرفع قدرها في نفسك، وليس على الزوجة الأولى لوم في عدم إنجابها؛ لأن ذلك بيد الله الذي ((يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير))[الشورى:49-50].
والذي يظهر من كلامك أن الخلل كان منك وليس منها، فلا تظلمها وتحملها ما لا تطيق، ولا بأس من السعي في علاج السحر إن وجد، والأفضل أن يعالج الإنسان نفسه بالأذكار الواردة وبتلاوة القرآن، وطلب الدعاء من الإخوان، وإن احتاجت إلى الذهاب إلى من يعالج فلابد أن تكون في صحبة زوجها أو محرم، مع ضرورة أن يكون العلاج بالكتاب والسنة، وأن يكون من إنسان ظاهره الالتزام بالدين، وأن يكون بلغة معروفة مفهومة.
وبالله التوفيق.