متى سأتقبل شكل خطيبي؟

0 23

السؤال

السلام عليكم.

تم عقد قراني على شاب يكبرني بـ 8 سنوات، لم أتقبل شكله، استخرت كثيرا، وكان الموضوع يتقدم بصورة سريعة مع عدم الشعور بالراحة النفسية؛ بسبب الخوف والتوتر، بعد العقد صار يزورني ونخرج سويا، وأتعامل معه كصديق، ولكن لا أستطيع أن أتقبله كزوج، هل سيستمر هذا الشعور؟ متى سأتقبل شكله؟ هل يجب أن أنفصل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hajer حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك عروسنا، بارك الله لك، ويسر أمرك، وجعلك زوجة صالحة.

إن الزواج –غاليتي- أمر شرعه الله، وحث الإسلام عليه لعمارة الأرض وعفة النفس عن الحرام، وكم هو جميل أن ترين نفسك ملكة في بيتك امرأة صالحة، فالرسول -عليه صلوات وسلام من رب رحيم- يقول: "الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"، "إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أشكالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، وكذلك الإنسان الراقي المتخلق بأخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ينظر إلى الخلق والدين والسلوك والتربية، ولا يعتبر الأولوية للشكل أو اللون.

هذه المشاعر التي تنتابك والممزوجة بالخوف من المجهول وعدم السعادة، فبعض الفتيات تنتابها هذه المشاعر والمخاوف، فلا تقلقي، ولا تضخمي الأمور، وأرجو منك أن تركزي بكلامي وما سوف أقوله وأنصحك به.

وأؤكد لك بأن بعد فترة قليلة من الزواج ستضحكين من نفسك، كيف أمضيت أجمل أيام عمرك في التفكير بمشكلة فرعية، لأن طريقة رؤيتنا للمشكلة تصنع أفكارنا، والتي تبلور بالتالي مشاعرنا ثم سلوكنا.

مما لا شك فيه أن الفترة التي تسبق حفل الزفاف تسبب قلقا وخوفا وارتباكا لدى العروسين؛ لذلك على الشريكين التعاون على تخطي هذه الفترة المجهدة، والتقليل من التوتر، وذلك من خلال التعرف على أسباب الضغوط، وإدارتها على قدر الإمكان، فمثلا على العروسين أن يأخذا بعين الاعتبار " ليلة الدخلة"، وأيضا المعرفة السطحية عن هذه الليلة ومكنوناتها، وقلة الثقافة الجنسية، والخوف من الاستفسار عن هذه الأمور، والاستناد إلى بعض المعلومات المغلوطة من هنا وهناك، والروايات والتصورات التي تمر على مسامع الفتيات عن" ليلة الدخلة" يعد سببا كافيا للشعور بالقلق والتوتر؛ لذلك التثقيف والإطلاع على آداب تلك الليلة متوفرة من الكتب الشرعية والمواقع الإلكترونية الطبية.

كما أنصحك –بنيتي- بقراءة بعض الكتب الهادفة التي تتعلق بالزواج وآدابه وشروطه، ومنكراته، وعلى سبيل المثال: تحفة العروس، للشيخ محمد مهدي الاستانبولي، وكتاب: آداب الزفاف للعلامة محمد الألباني، سألوني عن الحياة الزوجية.

وأما بالنسبة اإلى الاستخارة؛ تتعدد أسباب الصرف، والله يصرف عنا السوء، وتذكري قول الباري: "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".

الجئي إلى الصلاة والاختلاء مع النفس لبعض الوقت، وحضري نفسك عاطفيا وروحيا، وتخيلي كل ما هو جميل بينك وبين زوجك، فلا تعطي للأفكار السلبية وقتا، بل انظري إلى هذه الحياة القادمة نظرة وردية مفعمة بالمشاعر والأحاسيس الرومانسية، أليس هذا هو اليوم التي كنت تحلمين به وتتخيلين نفسك عروسا بثوبها الأبيض تتربع على عرش الحياة الزوجية، وتدخل بيتها ملكة مكللة بالورود والشموع؟!

وثقي علاقتك بالله، وحافظي على أذكار الصباح والمساء، والزمي الصلاة "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا".

نسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك لك في خطيبك، وأن يبارك له فيك، وأن يجمع بينكما على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات