السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بداية لكم جزيل الشكر من الله على هذا الموقع، فبارك الله فيكم على نفع الآخرين.
سؤالي بشأن صديقتي التي هي بنفس عمري، لاحظت كثيرا بأنها شخصية غير لينة الملامح أبدا مع غيري من زميلاتنا أو بعبارة أخرى ليست بشوشة عادة، ومن لا يعرفها يظن أنها تقصد شيئا بنظراتها تلك له، لا تود الاندماج معنا كثيرا، وإن اندمجت يصعب عليها انتقاء ألفاظ غير جارحة لهن.
علما بأنها لا تقصد ذلك، كما أود الاشارة إلى أنها لديها وساوس كحب النظافة المبالغ فيه، وغير ذلك، وسؤالي هو: هل سيؤثر هذا على مستقبلها؟ علما بأنها مخطوبة وزفافها قريب؟
أود استشارتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا ومرحبا بك بنيتي، ونسأل الله لك ولصديقتك أن تلتقيا على حب الله وفعل الخير، وصدق قول عمر رضي الله عنه وأرضاه حين قال:" ما أعطي الإنسان بعد الإسلام نعمة أفضل من نعمة صديق".
بالنسبة إلى مشكلة صديقتك كما وصفتها: "أن لديها وسواس كحب النظافة المبالغ فيه".
عزيزتي : لا يمكننا أن نجزم أنها مصابة بمرض الوسواس القهري، فالأعراض التي تحدثت عنها لا تكفي لتحديد إصابتها بمرض الوسواس القهري، رغم أنه مرض شائع ومنتشر بشكل كبير بين من هم تحت سن العشرين، حبذا لو أنك اعطيتنا بعض التفاصيل عن صديقتك: كيف هي علاقتها مع الخاطب؟ أو كيف تمت الخطبة؟ وهل هي سعيدة أم لا؟ وهل لاحظ الأهل أي تصرفات غير عادية؟
وإذا سلمنا جدلا أن صديقتك مصابة بنوع من أنواع الوسواس القهري، فهناك ضرورة لذهابها إلى طبيب نفسي ثقة وشرح حالتها، وإذا تبين أنها مصابة بوسواس قهري، فيتم علاجها عن طريق بعض الأدوية النفسية، وتناول هذا الدواء يمكن أن يمتد إلى سنوات، بالإضافة إلى جلسات لدى الأخصائي النفسي لإعطاء النصائح والارشادات اللازمة من أجل تعديل بعض السلوكيات والأفكار الخاطئة التي تواجهها.
وبالنسبة إلى سؤالك: هل يؤثر مرض الوسواس على الحياة الزوجية؟ نقول لك: هذا يتوقف على درجة المرض، يمكن أن تكون له عوارض وتأثيرات مدمرة على الحياة الزوجية إذا لم يتم تداركه وعلاجه كما يجب.
سوف أخبرك عن بعض عوارض الوسواس القهري:
-المصاب بالوسواس القهري يجلد ذاته كثيرا، ويشعر بتأنيب الضمير طوال الوقت.
- غسل اليدين باستمرار.
-فحص الأبواب للتأكد من أنها مقفلة.
- فحص متكرر للفرن للتأكد من أنه مطفأ.
هل وجدت مثل هذه الأعراض لدى صديقتك؟
يمكنك أن تقدمي الدعم النفسي والمعنوي لصديقتك من خلال نصحها أن تنمي لديها مهارات الثقة في النفس والحوار والإقناع والاستماع الفعال، ويمكن أن تجد دورات وكتبا تقدم لها إرشادات كثيرة تسمح لها بتوسعة مجال الادراك، وتنمي لديها المهارات التي ستعينها على توجيه طاقتها بشكل إيجابي والتخلص من العادات السيئة، واكتساب عادات أخرى إيجابية.
تشجيع صديقتك على المشاركة في دورات للمقبلات على الزواج، والتي تتم فيها عرض كل ما يلزم الحياة الزوجية من الأمور الشرعية والنفسية والجنسية والاجتماعية والصحية، وكيفية التعامل مع الزوج، وإيجاد الحلول لمشاكل سنة أولى من الزواج.
أجزل الله لك الخير والعطاء، ونسأل الله لنا ولها العافية ورفع البلاء والابتلاء.