السؤال
السلام عليكم..
منذ أن دخلت الجامعة، أي منذ 7 سنوات، عندما ابتعدت عن أمي أصبحت تنتابني حالة خوف على أمي من أن يحدث لها شيئا، أو تموت، ولا أستطيع النوم حتى أطمئن عليها، وكذلك أختي عندما تخرج لوحدها أخاف عليها، وعندما لا يرد شخص على الهاتف أتوتر، وأشعر أنني لن أراهم مرة أخرى.
أعلم أن الأعمار بيد الله، ولكن تأتيني حالة انقباض في قلبي وأكون حزينة، وهذه الحالة أتعبتني جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت قلقة بطبعك، وازداد القلق عندما انفصلت أو بعدت عن والدتك، وهذا يسمى بقلق الانفصال، ويكثر عادة عند الأطفال عندما يبتعدون عن أمهاتهم لأي سبب، مثلا عندما تحجز الأم في المستشفى، فيحس الطفل بقلق شديد جدا، ويظهر في تصرفاته، ولكن أنت الآن مصابة بقلق الانفصال عن الوالدة، وهو نوع من القلق الذي تعانين منه، حتى أنه انتقل إلى أختك، ودائما المريض بالقلق يتوقع ما هو أسوأ، ويتوقع دائما أن شيئا فظيعا سوف يحصل، أو أن شيئا سيئا سوف يحصل، ويتوقع الأسوأ دائما، فعليك بالاسترخاء؛ لأن الاسترخاء يخفف من التوتر والقلق.
ومن الأشياء التي تمارسينها لجلب الاسترخاء هي: الرياضة، وبالذات رياضة المشي أو التمارين الرياضية يوميا، أو الاسترخاء عن طريق شد العضلات، وذلك بشد مجموعة من العضلات ثم إرخاؤها عدة مرات في اليوم، أو الاسترخاء عن طريق التنفس أخذ نفس عميق وإخراجه 5 مرات، وتكرار ذلك يوميا.
الشيء الآخر: دائما ضعي أوقاتا معينة تتصلين بها بوالدتك، ولا تتصلي في غير هذه المواعيد على الإطلاق؛ لأن هذا يدعم القلق، اتصلي عليها في مواقيت معينة من اليوم أو على حسب ظروفك، أو في أيام معينة في الأسبوع والتزمي بهذه الأشياء.
وحاولي دائما أن تتجاهلي مشاعر الخوف والقلق بالاسترخاء كما ذكرت، وبأفعال أشياء أخرى، وحاولي أن لا تخلي بنفسك؛ لأنك عندما تخلين بنفسك يزيد القلق والخوف، وانشغلي بأشياء أخرى، وتواصلي مع أصدقاءك، أنا أرى أنك لا تحتاجين إلى أدوية، وإذا فعلت هذه الأشياء إن شاء الله ستتخلصين من هذا الخوف..
وفقك الله وسدد خطاك.