أوهمت زوجتي أني مرضت بعد الخطوبة.. والحقيقة أنها منذ البلوغ.

0 30

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا متزوج منذ سنتين، وقد مررت بالكثير سواء في الخطوبة أو الزواج، ففي أيام الخطوبة، صارحت زوجتي بمرض عندي وهو صرع خفيف -ارتعاش- لكن كذبت عليها، وقلت لها أني أصبت بهذا المرض بعد الخطوبة، وأعطيتها نقودا لتذهب إلى أطباء تسألهم عن نوع المرض، وبعد ذهابها أخبرتني أنها تحبني ولن تتخلى عني.

الآن بعد سنتين من الزواج وعندي ولد، ضميري يؤنبني ليلا نهارا ولا أستطيع النوم، لأني أوهمتها أن المرض أتاني بعد الخطبة، والحقيقة أني مصاب به منذ سن البلوغ.

لا أعرف ماذا أفعل، وأخاف عليها، فهي تحبني، أخاف أن تفقد ثقتها بي إن أخبرتها، لقد كرهت نفسي، وأتمنى لو لم أتزوج، زوجتي حنونة وطيبة وتحبني كثيرا، هي ابنة وحيدة، ولديها أخوان، وهي الوحيدة التي درست الجامعة، وكان عمرها 22 عند الخطبة، وأنا أعمل في الخارج وهي ترافقني، حياتي جحيم، أتمنى أن أموت.

كثيرا ما أفكر في مستقبلي مع هذا المرض، وهل من الممكن أن يتطور أو أصبح عاجزا؟ أشعر أني ظلمت زوجتي، فقد كان بإمكانها الزواج بغيري، فهي جميلة ومتعلمة، مع أن راتبي جيد، ولا أقصر معها، وقسما بالله لم أفكر يوما في استغلالها أو بمصلحة، فقد حدثت مشاكل كثيره بيننا في الخطوبة، وتأذيت منها، لكني لم أفكر في تركها، لأني جلست معها وكان بيننا أمور كثيرة بالخلوة، وأود التكلم كثيرا، ولو كان بالإمكان عبر الهاتف، فأنا منهك جدا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابننا الفاضل – في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال، ونحيي هذا الضمير الحي الذي دفعك للتواصل وللسؤال، ونسأل الله أن يغفر لك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

لا شك أن إخفاء الحقيقة لم يكن صحيحا، وعليك بالتوبة النصوح والرجوع إلى الله تبارك وتعالى من ذلك الذنب، فإن التوبة تحتاج إلى إخلاص وصدق وندم وعزم على عدم العود إلى الكذب مرة أخرى، والإكثار من الحسنات الماحية.

وقد أحسنت عندما طلبت من زوجتك أن تستفسر من الناحية الطبية، وبعد ذلك رضيت وقبلت بك، ولذلك ليس هنالك ما يدعوك إلى ذكر الحقيقة أو فضح نفسك بعدما حصل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم عليك العافية، وكلما ذكرك الشيطان بما حصل جدد التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، واجتهد في إكرام هذه الزوجة، وهي جديرة بالإكرام، وانتبه لأسرتك، واحرص على ما يجلب الوفاق وما يجلب التفاهم بينك وبينها، وبالغ في إكرامها، ولا مانع من أن تراجع الأطباء المختصين في مستقبل هذا المرض، وعلى كل حال: إذا وجد التفاهم ووجد الحب فإن التضحية لا بد أن تحصل من الطرفين، ونعتقد أن هذه الزوجة إذا أحسنت التعامل معها وتلطفت بها وقمت بواجبك تجاهها فإنها ستصبر عليك، كما رضيت بك وهي تعلم أنك مريض بالمرض وسألت الأطباء، ثم عادت وهي مصرة على أن تتمسك بك، فهي جديرة بكل خير واحترام.

ولكن أكرر: لست مطالبا أن تفضح نفسك وتعيد فتح الجراحات القديمة، لكن عليك أن تراجع الأطباء وتجتهد في بذل الأموال حتى تبلغ العافية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك التوفيق والسعادة، وليس في هذا ما يدعوك إلى التخلي عنها أو فضح نفسك – كما أشرنا– فإن استمرار الحياة واستقرارها هو الهدف الذي ينبغي أن تسعى إليه.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما على الخير، وأن يؤلف بينكما، هو ولي ذلك والقادر عليه. نكرر لك الشكر، ونرحب بك في موقعك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات