أخشى على أمي وأخواتي من الانحراف بكل أشكاله، هل خوفي منطقي؟

0 27

السؤال

السلام عليكم

أعاني من خوف شديد من المستقبل، أخاف أن تكون الأخلاق أسوأ في المستقبل، أشعر بالقلق على شقيقاتي بشكل حقيقي، أخشى عليهن من الانحدار الأخلاقي بصدق، فهن يمتلكن هواتف والكثير من النت، ويمكنهن استعماله طوال الوقت، والدتي تطلب مني عدم التدخل فيهن إطلاقا، وللأمانة حالها لا يختلف عن أحوالهن، أخشى عليهن من الانحراف بكل أشكاله، أخاف من أن أعيش أكثر وأرى الأخلاق أسوأ، صدقا لا يمكنني التحمل، أشعر بخوف شديد ورغبة في البكاء بصدق، أتمنى أن أموت ولا أرى شيئا، أو يختفي النت من العالم لنعيش بارتياح، هل خوفي منطقي؟ أريد أن أرتاح، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة، الخوف هو انفعال قوي غير سار ينتج عن الإحساس بوجود خطر ما أو توقع حدوثه، ويبدو أن مخاوفك نابعة من التزامك، وحرصك على أخواتك، وهذا الشعور بالمسؤولية أمر إيجابي تشكرين عليه.

يبدو أن قضاء أخواتك لساعات طويلة على أجهزة الجوال الذكية يعزز فيك الشكوك أنهن يتابعن أشياء غير مقبولة، أو أن لديهن علاقات مخفية غير مقبولة، بداية تذكري أن الانترنت لن ينتهي من العالم إلا إذا حلت مكانه تقنية بديلة عنه أكثر تطورا، وأن المشكلة تكمن فينا نحن وليس في شبكة الانترنت، نحن من يختار ماذا نتابع أو نشاهد على المواقع الالكترونية، لذا نحن دائما بحاجة إلى تعزيز "الضبط الداخلي" في نفوسنا ونفوس الآخرين، أي أنه يتحكم في سلوكياتنا وشهواتنا الوازع الداخلي الذي مستودعه الضمير، وأن يكون رفض الشيء غير المقبول دينيا وأخلاقيا صادر من قناعاتنا الداخلية وليس مفروضا علينا، فأخواتك بحاجة أن يكن هن من يرفضن أي سلوكيات تتنافى مع تعاليم الدين والأعراف والتقاليد لا أن يلتزمن بذلك؛ لأنه يوجد تربية صارمة أو أخت كبرى تراقبنا.

وتذكري أختي الكريمة أن الأخلاق السيئة لن تزول من العالم، وهذه حكمة الله في خلقه، سيبقى الخير ويبقى الشر، ولن نعيش في عالم مثالي خال من الانحرافات والتجاوزات الأخلاقية.

فيما يلي بعض الإجراءات العملية التي قد تساعدك في حل مشكلة الخوف لديك، وإجراءات لكيفية التعامل مع أخواتك:
1- بالنسبة للخوف من المستقبل، لا أحد منا يعلم ماذا يخفي له القدر بعد ثوان من الآن، فالغيب يعلمه الله وحده، يقول الله عز وجل ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).

2- الخوف على أخواتك: خوفك يا عزيزتي على أخواتك هو خوف مشروع، ولكن تعريفك لمعنى"الخوف" قد يكون مبالغ فيه، لذا أطلب منك أن تراجعي نفسك قليلا وتجيبي عن أسئلة مثل: هل أنت قريبة من أخواتك؟ هل تعرفين صديقات أخواتك جميعهن؟ هل أنت مستودع أسرار أخواتك؟ أم يحاولن تجنب الحديث معك ويعتبرنك مصدرا للقلق والمسألة؟ هل أنت من تمثلين مصدر التعليمات وإملاء الأوامر والنصائح عليهن في البيت؟

أختي الكريمة: أخواتك ليس من الممكن أن يسمعن نصائحك، ويستجبن لك في حال كنت بعيدة عنهن عاطفيا، فعليك الدخول إلى حياتهن بأسلوب يقبلنه ومحبب لهن، لكي تتمكني من الاطلاع على علاقاتهن، ومع من يتواصلن، وعلى أي مواقع يدخلن ويتابعن، وبخلاف ذلك لن تتمكني من مساعدتهن من خلال توجيه الإرشادات والتعليمات والنصائح الشفوية، وخصوصا أنه في الوقت الحالي جميع البنات المراهقات والأكبر عمرا يقضين ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمدارس والجامعات معظمها في إجازة صيفية أو يتعلم طلبتها عن بعد بسبب ظروف فيروس كورونا، فهناك وقت فراغ كبير لديهن.

3- إذا نجحت في أن تكوني قريبة من أخواتك وبدأن بالإفصاح لك عن علاقاتهن وأسرارهن، هنا عليك أن تكوني مصغية لهن لأقصى درجة، ولا تبيني أنك ترفضين ذلك وانتهى، بل عليك أن تقدمي لهن حلول بديلة من خلال النصح والإرشاد المقنع لفتيات في أعمارهن، فهذا سيزيد من درجة ثقتهن بك ويجعلهن مرة تلو الأخرى يلجأن إليك للحديث عن أسرارهن ويطلبن منك البحث عن حلول للمشكلات التي يواجهنها.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات