أصبت بالاكتئاب بسبب ضغوطات العمل والإصابة بكورونا.

0 14

السؤال

السلام عليكم

واجهت ضغوطات في العمل منذ ٨ أشهر، وكنت أتوتر كثيرا وأشعر بخفقان القلب والإحساس بالموت وتنميل، وأذهب للمستشفى للاطمئنان على نفسي، ويخبرني الطبيب أنها حالة نفسية، والفحوصات كلها سليمة، ويتكرر هذا مرة مرتين شهريا، علما أني بعيد عن أهلي، وأسكن وحدي، وهذا من أسباب كثرة التفكير والتوتر.

مرت شهور وسافرت سفر عمل لمدة ١٣ يوما، وتغيرت نفسيتي تماما، ثم مضت الأيام مستقرة إلى أن مرضت بنزلة معوية حادة، وكنت خائفا جدا، وكانت نفسيتي سيئة، وتمنيت أن تكون والدتي وأخوتي بجانبي، وتعافيت منها، ثم بعدها استقرت حالتي لعدة أشهر.

قبل ٣ أشهر عندما أعلنوا عن الوباء والحجر بدأت حالتي تسوء؛ بسبب عدم خروجي من المنزل، وكنت إذا خرجت وخالطت الناس أشعر بتحسن، ومضى شهر إلى أن بلغوني بأني حامل لفايروس كورونا، وقد ازداد التوتر والخوف، ووضعوني بغرفة صغيرة لمدة ٧ أيام، وكنت يوميا متوترا ولا أستطيع النوم أو الراحة من شدة التفكير، وماذا سوف يحصل لي؟ كنت أنام فقط لمدة نصف ساعة فاليوم، وبعد خروجي من المستشفى معافى -الحمد لله- بدأت أشعر بحرارة نفسية خلف رأسي، تزداد عند التركيز وعدم مقدرتي على النوم، وأرى كوابيس يوميا وعدم المقدرة على البكاء والضحك، وانعدام الشهوة والنزق وصعوبة الصبر وقلة النشاط والالام الصدر والظهر.

بعد شهر استطعت النوم وقلت الكوابيس، وبقيت الأعراض السابقة، ولازمني شعور بالغثيان وعدم اتزان وألم في الظهر، أرجوكم ما علاجي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تشخيصك الأولي قبل الحجر الصحي هو اضطراب الهلع، ومع أعراض قلق وتوتر، ولكن المشكلة الرئيسية كان اضطراب الهلع الذي يأتي في شكل نوبات هلع كل شهر، والآن طبعا بعد وباء الكرونا حصل معك قلق وتوتر – أخي الكريم – وهذا شائع الآن، زادت المشاكل النفسية مع هذه الجائحة، وبالذات عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي من القلق والتوتر.

أخي الكريم: ما تعاني منه الآن هي أعراض قلق وتوتر، وتحتاج إلى استرخاء، أولا: الاسترخاء عن طريق الاسترخاء العضلي، بشد مجموعة من عضلات الجسم لثوان معدودات، ثم إرخائها بعد ذلك، وهذا بالتالي يؤدي إلى الاسترخاء النفسي، أو الاسترخاء عن طريق تمارين التنفس (الشهيق والزفير) بأخذ نفس عميق ثم إخراجه، وتكرار ذلك خمس مرات، وتكرار هذا التمرين عدة مرات في اليوم.

ثانيا: عليك بممارسة الرياضة، وإن كنت لا تستطيع الخروج من المنزل الآن فيمكنك إجراء تمارين رياضية في البيت، ولتكن يوميا وباستمرار.

ثالثا: لا بد أن يكون عندك روتين الآن تلتزم به يوميا، يعني أشغل نفسك بأمور المنزل، من مساعدة الأسرة في أمورها، من ترتيب ومن تنظيف ومن تحضير، وتنظيم أشياء معينة في المنزل.

رابعا: تواصل مع أصدقائك عن طريق الواتساب أو الفيسبوك، فهذا يحسن نفسيتك.

خامسا: حافظ على الصلاة في وقتها، واحرص على النوافل بعد أداء الفريضة، وحافظ على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – واجعل لك ورد من القرآن يوميا تقرأه، واحرص على الدعاء، فإن كل تلك الأمور تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة والاسترخاء وراحة البال.

لا أرى أنك تحتاج لعلاج دوائي، وإن شاء الله إذا قمت بهذه الإرشادات تخرج من حالة التوتر التي تنتابك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات