كيفية التوفيق بين العمل وواجبات البيت في رمضان؟

0 375

السؤال

السلام عليكم..

تجد المرأة العاملة في رمضان عدة صعوبات في التوفيق بين واجباتها العائلية والدينية، وهذا ما أشعر به شخصيا، حيث أن الزوج بمجرد الرجوع من العمل يخلد للراحة ثم يصلي ويتعبد ويقرأ القرآن، وبعد الإفطار يصلي التراويح في المسجد ويقرأ القرآن، في حين المرأة فور الرجوع من العمل تدخل المطبخ، وتتسابق مع الوقت للتحضير قبل الأذان، ثم تهتم بالتنظيف والأولاد، وتجد نفسها منهكة، فتكون مقصرة في عبادتها في الشهر الفضيل، وهذا ما يؤرقني جدا وأحسد عليه كل الرجال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يعيد علينا وعليكم الصيام أعواما عديدة وسنوات مديدة، وأن يجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد:

فإن حسن تبعل المرأة لزوجها وقيامها بحقه يعدل أعظم الأعمال، ويرفعها إلى أرفع الدرجات، وذلك ما فهمته الصحابيات من قول النبي صلى الله عليه وسلم لخطيبة النساء أسماء بنت يزيد رضي الله عنها عندما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله رب الرجال ورب النساء، وإن الرجال إذا خرجوا للغزو نالوا كذا وكذا)، وفي بعض الروايات: (إنهم فضلوا علينا بالجمع والجماعات والجهاد، فما لنا يا رسول الله ونحن قعيدات في البيوت؟) فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم من كمال عقلها وحسن سؤالها، ثم قال لها: (اسمعي وأخبري من وراءك من النساء بأن حسن تبعل إحداكن لزوجها وقيامها بحقه يعدل ما هناك وقليل منكن يفعله).

فلا تظني يا أختي أنك لا تؤجرين على خدمة الزوج والعيال، ولكني أذكرك بضرورة أن يحتسب الإنسان كل حركاته وأعماله، وأن يقصد بكل شيء وجه الله (إنما الأعمال بالنيات) ولقد كان من فقه السلف أنهم يستحضرون النية عند كل قول وعمل، وربما استحضروا عددا من النيات الصالحات، كأن تنوي بعملك خدمة الزوج وإطعام العيال والرحمة بهم، وتجهيز إفطار الصائم، ومعاونة المحتاجين من الفقراء، وكف النفس والأهل عن النظر إلى ما في أيدي الناس.

ونحن نشكر لك هذا الإحساس الذي يدل على الرغبة في الخير، ولكننا نذكرك بأن أبواب الخير واسعة، وليت كل امرأة تعمل في مطبخها تشغل لسانها بالتسبيح والتحميد والتهليل والإكثار من الصلاة على الرسول، وما المانع من الاستماع إلى المحاضرات المفيدة أثناء الانشغال في المطبخ؟ وأبشري -يا أختي- فإن أبواب الخير واسعة، وما علينا إلا الاجتهاد والحرص على الخير.

ولا شك أن الإسراف في إعداد الموائد والأطعمة ينافي حكمة هذا الشهر العظيم، الذي ينبغي أن تمتنع فيه النفوس عن شهواتها، وتحرص على الاستفادة من أوقاتها، فنحن لم نقصر في خدمة الجسد، وهذا أوان الاجتهاد في خدمة الروح، وتضييق مجاري الشيطان بالإنابة لله والجوع، وهذا حرمان مشروع وتأديب بالجوع.

وإذا تذكر الإنسان أن هذه الفرصة قد لا تتكرر فإنه يضاعف من اجتهاده، واعلمي أن الله سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها، فاحرصي على عمل الخير وخير العمل، واعلمي أن المؤمنة لا تزال بخير ما نوت الخير وفعلت الخير.

وإذا عجزت المرأة عن أداء صلاة التراويح قائمة فإنها تستطيع أن تفعل ذلك جالسة، فأشغلي نفسك بذكر الله وطاعته، وأرجو أن يكون لك من صديقات الخير من يعينك على الثبات والسداد.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات