أعاني من حالة قلق واكتئاب وأخشى على مستقبلي مما أنا فيه.

0 20

السؤال

السلام عليكم..

في شهر ديسمبر الماضي أصبت بحالة خوف شديد واقتناع تام بأن لدي نوعا من اضطرابات الأكل، وكنت أخبر جميع من أعرف بذلك، حاولت أن آكل على الرغم من عدم رغبتي بذلك لهزال جسدي وعدم قدرتي على التركيز، ولكن الأمر لم يتحسن، استعدت قوتي، ولكن أكتئبت بشكل عنيف، وكنت أرى كل من حولي يكرهونني ويريدون بي سوءا، وأصبت لمدة أسبوع بتقلبات مزاجية حادة.

لم أشعر أني بحاجة للمساعدة الطبية، ولكن أمي أصرت على الذهاب لطبيب نفسي، فوصف لي فافرين، الذي رفع من حالتي المزاجية بشكل شديد، وقلت قدرتي على التركيز، وأصبحت مشتتة، وانشغلت بالرسم والكتابة، وتوقفت عنه، وأخذت سيركويل 50، ولكن بدأت أشعر بأن الدواء يسيطر على عقلي ويغيرني، وأخذت موقفا عدائيا جدا وتوقفت عنه، بعد فترة بسيطة أصبت بالاكتئاب مرة أخرى، فوصف لي الطبيب ابليفاي 5 وزولام.5 قبل النوم بسبب القلق الشديد الذي أصبت به، مما سبب تراكم المذاكرة؛ فأنا طالبة متفوقة في دراستي، وأشعر الآن بحزن شديد، ولا أستطيع التركيز، ولكني أفضل، لكن لا أعرف هل أنا حقا مريضة أم أني أبالغ في ردة فعلي وأقلق بلا داع؟

هل إذا ضغطت على نفسي لإكمال هذا العام الدراسي هل سينهار عقلي؟ أم أحاول قدر طاقتي؟

أشعر بأني تائهة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
ذكرت حقيقة معلومات جيدة ومهمة في رسالتك، ويأتي على رأسها موضوع التقلبات المزاجية، وما حدث لك من اندفاع وتحسس شديد في الحالة المزاجية بعد تناول الـ (فافرين)، ومن ثم عدم توافق الـ (سوركويل) مع حالتك النفسية، وبعد ذلك ظلت حالتك تتأرجح، وإن كانت النوبات الاكتئابية أكثر من غيرها، وأنا أعتقد أن الطبيب حين وصف لك (إبليفاي) وجرعة صغيرة من الـ (زولام) لتحسن نومك؛ في أغلب الظن كان الطبيب يعتقد أنه ربما يكون لديك درجة بسيطة جدا من ثنائية القطبية.

الفافرين دواء ممتاز لعلاج الوسواس، لكنه في علاج الاكتئاب ضعيف، وبالرغم من ذلك قد أفادك وأدخلك في حالة مزاجية إيجابية. أنا أعتقد أن هذا بالفعل يجعلني أرى وبقناعات جيدة أنه ربما يكون لديك درجة بسيطة من ثنائية القطب كما ذكرت لك.

طبعا أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تنظمي وقتك، وأن يكون هنالك تفاؤل دائما، هذا من الشروط الجوهرية للتحسن النفسي، أيا كان التشخيص، وأنا أرى أن تجعلي هذا منهجك، وأسأل الله تعالى أن يوفقك في دراستك وفي كل حياتك، وسيكون أيضا من المستحسن تماما أن تقابلي أحد الأساتذة في كلية الطب، أحد أساتذة الطب النفسي، وإن كان هنالك حقيقة مؤشرات تؤيد وجود شيء من ثنائية القطب – حسب رأي الطبيب – ففي هذه الحالة يعتبر التدخل العلاجي المبكر مهم جدا، وفي مثل هذه الحالات البسيطة مثبتات المزاج دائما هي الأفضل، وربما يكون دواء مثل الـ (لامتروجين) أفضل من غيره.

هذه مجرد مقترحات، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، واطمئن تماما أن حالتك إن شاء الله سوف يتم احتوائها، أرجو أن تأخذ بما ذكرته لك من إرشاد، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد

مواد ذات صلة

الاستشارات