السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من عدم الثقة بالنفس مع أني طالبة بأحسن الكليات، جميلة، ملتزمة، كنت دائمة الفرح، ولكني لم أعد كذلك منذ سنة تقريبا ولا أدري سبب هذا، كنت حساسة جدا وطيبة ومحبوبة من قبل الجميع، لكني أصبحت عدوانية وذات طبع سيئ، حتى أني أصبحت أفضل الانطواء والعزلة، أصبح كل شيء يزعجني ولا شيء يسليني، حتى إني أصبحت دون أصدقاء، فأصدقاء قبل الالتزام لم تعد تربطني بهم أي علاقة، لقد أصبحت وحيدة.
من جهة أخرى أصبحت لدي حساسية من أمر الزواج، فأنا أبلغ من العمر24 سنة، كان يتقدم لي عرسان كثر ولم أكن أقبل بسبب دراستي، وحاليا أتمنى الزواج بإنسان ملتزم، ولكن لا أحد يتقدم، وأحس بالغيرة خاصة وأن عددا كبيرا من الأخوات قد ارتبطن، أنا أحاول أن أكبت هذا الشعور اللعين، ولكن لا أستطيع.
أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأنه هو الرزاق المنان، ولكن لا أستطيع التخلص من هذا الشعور المريض، وهذا ما يزيدني حزنا وألما، حاصلة على كل المؤهلات والحمد لله ولكن حياتي تعيسة.
إحساسي بالسلبية يدفن مواهبي وكفاءاتي، أتمنى من ربي الكريم أن يساعدني ويغفر لنا ولكم.
أتمنى أن تساعدوني على إيجاد طريقة للتغلب على اضطراباتي هذه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يعيد إليك ثقتك بنفسك، وأن يرزقك زوجا صالحا يسعدك في الدارين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن دوام الحال من المحال، وأن الدنيا دار امتحان وابتلاء واختبار، وأن الإنسان فيها عرضة للهموم والأمراض، ولذلك وعد الله الصابرين بأعظم الأجر وأوفر الجزاء، فقال سبحانه: (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))[الزمر:10] واعلمي أختاه أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ليرى أيشكر ويصبر أم يضجر ويتسخط على أقدار الله المؤلمة، ولذلك قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله عبدا ابتلاه فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) فعليك أولا بالصبر الجميل واحتساب الأجر عند الله، والرضا بقضائه وقدره، وأن تعلمي أن ما قدره لك سبحانه هو عين الخير والرحمة والفضل.
ثانيا: لا مانع من الأخذ بالأسباب؛ لأنها من أصول التوكل على الله، قال صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله، فإن الله ما خلق داء إلا خلق له دواء علمه من علمه وجهله من جهله) فالأخذ بالأسباب مطلوب شرعا، ولذا عليك بداية بالبحث عن أحد المعالجين بالرقية الشرعية من المشايخ الثقات لعمل رقية شرعية لك؛ لاحتمال أن تكوني محسودة من الإنس أو الجن، وهناك كتب يمكنك الاستعانة بها في ذلك، وعلاج نفسك بنفسك، فإن تيسر ذلك عندكم -واعتقد أنه موجود إن شاء الله- فلعل الله أن يجعل شفاءك في الرقية الشرعية، وهذا ممكن جدا ومجرب من فضل الله، فإن لم يتيسر المعالج بالقرآن أو لم تستفيدي من الرقية فأنصح بعرض نفسك على أخصائي نفساني؛ لأنني أظن أنك في حاجة إلى ذلك، وستكونين في أفضل حال، وسوف يعينك بعد الله على استعادة حيويتك ونشاطك وسعادتك وثقتك بنفسك إن شاء الله، ولا يفوتك الدعاء والإلحاح على الله، والإكثار من الصدقة إن كانت ظروفك تسمح، وتأكدي من أنك ستكونين في أحسن حال قريبا إن شاء الله.
والله الموفق.