السؤال
السلام عليكم.
أنا حامل في بداية الشهر الأخير من الحمل، ومنذ أول الحمل وأنا أواجه مشكلة مع زوجي، لا يوجد بيننا علاقة إلا نادرا، قد يكون لخوفه على الجنين، أو قد يكون بسبب تعبه من عمله.
لا أعرف السبب الرئيسي، لكنني دائما أحاول أن أتفهمه، وأحيانا أقترب منه لكي يشعر أنني بحاجته حتى في الحمل.
بالفترة الأخيرة نفسيتي لم تعد مثل السابق، ولم أعد أشعره بذلك، لكنني قرأت أن الجماع يساعد على تليين عنق الرحم، فلا أعرف كيف أذكر له ذلك؟
أريد أن يشعر أنني بحاجته، وقد ذكرت له منذ بداية الحمل أنه الداعم الأول لي في فترة الحمل، لكنه كثير الانشغال بأهله وعمله، وهذا ما يجعلني دائما بمفردي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسيل حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم مشاعرك -يا ابنتي- وأسأل الله -عز وجل- أن يتم لك الحمل والولادة على خير.
بالنسبة للعلاقة الزوجية خلال الحمل فإذا كان الحمل يسير بشكل طبيعي، ولا يوجد أي مشكلة فيه فهنا لا مانع من حدوث الجماع، لكننا من ناحية طبية لا ننصح بأن يكون تواتر الجماع أكثر من مرة واحدة في الأسبوع؛ وذلك من أجل تقليل احتمال حدوث الالتهابات والولادة الباكرة؛ لأن الحمل يخفض من مناعة السيدة، وخلاله تكون السيدة أكثر عرضة لحدوث الالتهابات النسائية وغير النسائية.
صحيح بأن الجماع يمكن أن يؤدي لحدوث تلين في عنق الرحم، بسبب احتواء السائل المنوي على مادة تشابه المادة التي تستخدم في الطلق الصناعي، لكن هذا لا يعني بأن عنق الرحم لن يحدث فيه تلين إلا عن طريق الجماع؛ لأن التلين في عنق الرحم يحدث بشكل طبيعي وفيزيولوجي في الأسابيع الأخيرة من الحمل حتى لو لم يحدث جماع، وذلك بسبب تشرب أنسجة عنق الرحم وجدران المهبل بالسوائل، وبسبب حدوث بعض التلقصات الرحمية الخفيفة التي تجعل رأس الجنين ينزل في الحوض ويطابق جوف الحوض.
الجماع يجب أن يكون مترافقا مع رغبة جنسية، سواء كان خلال الحمل أو خارج وقت الحمل، ولربما أن زوجك خائف من أن يؤدي الجماع إلى حدوث مشاكل في الحمل، وقد يكون هو أيضا قد قرأ أو سمع بحوادث تضرر فيها الجنين أو الأم بسبب الجماع، وفي هذه الحالة سيصبح زوجك يتفادى الجماع، ومن المعروف بأن الحالة النفسية من قلق وخوف وتوتر تؤثر بشدة على الرغبة الجنسية، وتؤثر أيضا على انتصاب العضو الذكري، وبالتالي أصبح يرى بأن الأفضل التوقف عن الجماع، وهذا رأيه وخياره، ويجب ألا تأخذيه على محمل شخصي، أو على أنه نفور منك، فقد تكون شخصية زوجك من النوع الذي لا يحسن التعبير عن نفسه، وبالطبع لا يمكنك تغيير شخصيته، لكن يمكنك تغير أفكارك وردود أفعالك على تصرفاته.
لذلك أرى بأن تتفهمي زوجك، وأن تنظري لعدم مقاربته لك خلال الحمل على أنه حرص على صحتك وصحة الجنين، وليس نفورا منك.
أما تعلقه بأهله واهتمامه بهم، فإذا كان لا يقصر في واجباته نحوك ونحو المنزل، وكان أيضا يقضي معك جزءا من وقته، فهذا أمر يحسب له وليس عليه، فالإنسان الذي فيه خير لأهله سيكون فيه خير لزوجته وأطفاله -بإذن الله تعالى-.
أسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى.