هل يؤثر القلق والخوف على التبول والتبرز لدى الإنسان؟

0 37

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد،،

أنا شاب في العشرين من عمري، أصلي دائما وأطيع والدي، وأحاول قدر المستطاع تحري رضا الله عني، ولكن للأسف فإنني ابتليت بتلك العادة الخبيثة منذ دراستي في الطور المتوسط، وكنت كلما أفعلها أحاول عدم الرجوع إليها دون فائدة، على الرغم من مواظبتي على التوبة دائما.

قبل شهر مارستها في ليلة واحدة بشكل متكرر، وأحسست بعدها بالرغبة إلى دخول دورة المياه -أعزكم الله- للتبول، ولكن دون جدوى، أصبح تبولي صعبا جدا، فلا لا ينزل حتى أتعصر كالذي أصابه إمساك في برازه، وعندما ذهبت إلى الطبيب المختص في المسالك البولية أخبرني أن جهازي البولي يعمل جيدا، وليس هناك أي أضرار بالمثانة، أو البروستات، وقال أن ما أشعر به هو مجرد قلق وخوف يمنعان التبول بشكل طبيعي.

أنا لا أشعر بالحاجة إلى التبول أصلا، بخلاف ما كنت عليه سابقا، وأخشى على صحتي من التدهور، وذهابي إلى الحمام كل مرة في اليوم هو بمحض إرادتي لتفريغ المثانة، وليس شعورا مني أنني أريد التبول.

هل ما أعانيه يرجع لعامل نفسي مثلما قال الطبيب، أم أنه خلل فعلي في جهازي البولي؟ وهل يجب التحري عنه بدقة؟

وشكرا مسبقا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونحن سعداء حقيقة أن نتلقى رسالتك، و-الحمد لله- أنا سعيد أن أعرف أنك تصلي وأنك بار بوالديك، وأسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله.

بالنسبة لممارسة العادة السرية -جزاك الله خيرا- من الواضح أن نفسك اللوامة نفس طيبة ويقظة، و-إن شاء الله- تعالى تهزم النفس الأمارة بالسوء، لا تأسى -أيها الفاضل الكريم- على شيء مضى، والتوبة بابها مفتوح، لكن الإنسان يجب أن يكون حاسما مع نفسه وحازما مع نفسه، أنا -إن شاء الله- أراك بخير.

الذي حدث لك -أيها الفاضل الكريم- لأنك قمت بتكرار العادة السرية هذا فيه لحظته أدى إلى نوع من التضخم الداخلي في مجرى السبيل، نعم، وفي ذات الوقت شيئا من السائل المنوي يكون قد تجمد في داخل السبيل، لذا صعب عليك التبول في تلك اللحظة، نعم هذا الأمر نحن بحثناه مع زملائنا في أطباء المسالك وهذه الشكوى عامة وكثيرة.

وأنا أقول لك حتى بعض الناس يشتكي منها بعد الجماع، بعد أن يجامع الرجل زوجته ويحدث الإنزال المنوي البعض يجد صعوبة في التبول، وهذه نفس الخاصية أن شيء من المني قد ثقل في السبيل، أو شيء من التضخم الوقتي البسيط حدث في جدار السبيل، فالعملية عملية ميكانيكية بحته.

لكن في حالتك أيضا القلق قد يكون أثر عليك، لأن الشيء الذي حدث لك هو مزعج، وأنت لم تجد له تفسيرا وهذا سبب لك قلقا.

فأرجو -أيها الفاضل الكريم- أن ترتاح، الأمر ليس فيه خلل على المثانة أو البروستات أو جهازك التناسلي، هو أمر ميكانيكي حدث في لحظته، وبعد ذلك بني لديك القلق، -إن شاء الله- أنت طبيعي وطبيعي في كل شيء، أريدك أن تتيقن أنك بخير، وأريدك أن تمارس الرياضة الرياضة تفيد كثيرا في إزالة القلق السلبي، وأرجو أن تكون إيجابيا في كل شيء.

الحمد لله أنت من الواضح أنك ذو خلق رفيع، أسأل الله أن يزيدك في هذا، اجتهد في دراستك، اجتهد في برك لوالديك، أحسن التواصل الاجتماعي، عليك بالاطلاع، عليك باكتساب العلم والمعرفة، احرص على الواجبات الاجتماعية.

وأنا حتى تطمئن أكثر أريدك أن تتناول دواء بسيطا جدا مضادا للقلق، الدواء اسمه دوجماتيل، ويسمى سلبرايد، غير إدماني غير تعودي، وسوف يفيدك في إزالة هذا القلق والتوتر، تناوله بجرعة كبسولة واحدة 50 مليجراما يوميا، يمكن في الصباح أو المساء، لمدة أسبوعين، ثم تناول كبسولة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله، وأرجو أيضا أن تكثر من شرب الماء هذا مهم جدا، وتمارس الرياضة كما نصحتك.

سؤالك هل يؤثر الخوف والقلق على التبول والتبرز لدى الإنسان؟ نعم، قد يكون هنالك تأثيرا لكنه لا يكون لدرجة التعطيل، فمثلا القلق قد يؤدي إلى ما يعرف بالقولون العصبي، والقولون العصبي قد يؤدي إلى عدم انتظام في التبرز في بعض الأحيان، أو صعوبة فيه، كما أن القلق قد يؤدي إلى كثرة التبول أو الشعور بالرغبة في التبول هذا هو الشائع.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات