السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 13 سنة ونصف، منذ سنتين بدأت أعاني من الخوف والوسواس، وكل يوم كنت أعيشه أصعب من الآخر، إلى أن ازداد هذا الوضع في الآونة الأخيرة، وأصبحت أخاف من كل شيء، مثل: الموت، أو موت شخص عزيز، أو الكفر، أو الانتحار....الخ.
والبارحة كنت أسعل فقال لي الوسواس إذا أصبت بمرض معين، يعني الله يحبك، وهذا المرض قاتل وليس له علاج، لذلك أنا خائفة جدا.
هل سأصاب بهذا المرض؟ وهل صحيح الإصابة تعني أن الله يحبني؟ أرجوكم ساعدوني، فأنا لا أستطيع التحمل.
والدتي لم تعد تفهمني، معها حق بذلك لأنها تعبت مني، ولكن ماذا أفعل؟ ليس لدي الآن سوى الله وصديقتي المفضلة، أدعو إلى الله وأشكو إلى صديقتي وأبكي، لا أرغب في الطعام أو الابتسامه أو أي شيء، ولكن عندما يزورنا أحد أشعر بالفرحة، أو عندما أذهب للمدرسة، ولكن الآن لا يوجد مدرسة، وأظن هذا الخوف زاد عندما انتهت المدرسة.
في الحقيقة بدأ الخوف في عطلة الصيف، عندما انتهت المدرسة منذ سنتين، أمي لا تريد أخذي إلى الطبيب النفسي، وأنا أيضا لا أريد، لأن لدي مشاكل صحية لا تسمح لي بأخذ الأدوية أيا كانت، لذلك عندما يؤلمني رأسي أو أي شيء أحاول تحمل الألم وأصبر على الوجع، ولا أتناول الدواء.
صدقوني معاناتي كبيرة، وخصوصا بأنني في كل يوم تنتابني فكرة جديدة عن الوسواس، ماذا أفعل أرشدوني.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوساوس القهرية الفكرية –على وجه الخصوص– في مثل عمرك، و-إن شاء الله تعالى- هي عابرة ومؤقتة وليست ثابتة. هذه هي أكبر هدية علاجية أقدمها لك، هذا النوع من الوساوس تلقائيا سوف ينتهي، وحتى تساعدي نفسك وتعجلي في زوال هذا الوسواس: لا تحاوري الوسواس، ولا تحلليه أبدا، ولا تسترسلي معه، الفكرة الوسواسية تبدأ في شكل خاطرة بسيطة، ثم بعد ذلك تتحول إلى فكرة.
ففي مرحلة البداية –أي حين تكون خاطرة– خاطبي الفكرة قائلة: (أقف، أقف، أقف، أقف)، ردديها حتى يحدث لك نوع من الإجهاد، مائة مرة، مائتين، كرري هذا التمرين ثلاث أو أربع مرات في اليوم، هذا يسمى بتمرين (إيقاف الأفكار).
وتمرين آخر نسميه بـ (تمرين التنفير)، حين تبدأ معك الفكرة أو يمكن أن تستجلبي الفكرة، تذكري حادثا مأساويا، كارثيا، تصادم سيارات، احتراق طائرة، أي شيء، تصوري حدثا مثل هذا، وهذا يحدث في الدنيا، وفي نفس الوقت اربطي فكرة الوسواس بالحادث.
علماء السلوك وجدوا أن الأشياء المتنافرة والمتخالفة والتي لا تلتقي في معنى واحد يضعف الوسواس من خلال الفكرة المتسلطة الأخرى، أو الفكرة التي أدخلها الإنسان على نفسه.
ويمكن أن تطبقي هذا التمرين بصورة مختلفة تماما: اجلسي أمام الطاولة، وفكري في فكرة وسواسية بسيطة، بدون أن تدخلي في تفاصيلها، في بداياتها، وبعد ذلك قومي بالضرب على يدك بشدة وقوة، حتى تحسي بالألم، اربطي الوسوسة بالألم، وسوسة بالألم، كرري هذا التمرين بمعدل عشرين مرة في كل جلسة، وعليك القيام بجلستين، واحدة في الصباح والأخرى في المساء.
أريدك أيضا أن تطبقي تمارين استرخاء: تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، تمارين التنفس المتدرج: الشهيق البطيء والقوي عن طريق الأنف، يعقبه مسك الهواء في الصدر، ثم الزفير، أي: إخراج الهواء عن طريق الفم أيضا بقوة وبطئ.
هذه تمارين ممتازة جدا، طبقيها، إسلام ويب لها استشارة رقمها (2136015)، أرجو أن تطلعي على هذه الاستشارة وتطبقي هذه التمارين، و-إن شاء الله- منفعتها وجدواها كبير لك. وتوجد أيضا تمارين استرخاء على اليوتيوب، يمكنك أيضا أن تستعيني بأحد هذه البرامج.
أريدك أن تشغلي نفسك –كما تفضلت– التواصل مع صديقاتك، اجلسي مع أسرتك، اقرئي، اطلعي، احرصي في صلواتك، رفه عن نفسك بأشياء طيبة وجميلة، وبهذه الكيفية لن تعطي للوسواس فرصة، أما إن شغلت نفسك بالوسواس وبدأت في التجاوب معه وتحليله يؤدي للمزيد من الخوف والذعر، ويستشري الوسواس، ويكون أكثر إلحاحا.
إذا العلاج في التحقير، في التجاهل، وفي التنفير، وكما ذكرت لك في بداية هذه الاستشارة أن هذا النوع من الوساوس عابر في مثل سنك هذا، وسوف ينتهي تماما، -إن شاء الله تعالى- من المتوقع أن تعود الحياة إلى طبيعتها بعد أن تنتهي هذه الجائحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.